قول على قول!

العدد : 9547
الثلاثاء 10 آذار 2020

 

نقرأ العديد من الكتابات الأدبية والمتنوعة في مواضيعها ودلالاتها واتجاهاتها ومستوياتها، وذلك عبر كافة الوسائل الإعلامية المرئية والمقروءة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأعتقد أن كل أدب هو تخيّل، أو مع الزمن يصبح تخيلاً،
ولست أدري فيما إذا كان الأدب الواقعي، كما يسميه بعض الكتاب والنقاد ممكناً حدوثه في الواقع، وهذا يطرح سؤالاً ملحّاً: هل الدراما أدب من الواقع، أم هي الواقع ذاته، أم هي ممكنة الحدوث…
ولا بدّ من التفكير في أن الأحداث والكتابات ليست سوى قناعات لأفعال وأفكار ومبالغات في الطرح، ومن هنا يأتي الحكم على العمل الفني والأدبي، ذلك يقدر ما يقدم للقارئ من متعة ويقدر ما يولد في نفسه من تأثير داخلي وتفاعل عاطفي واجتماعي، ويحضرني قول لمديرة الملتقى السوري للثقافة الشاعرة وديعة درويش،
حيث كتبت على صفحة حسابها الخاص وترمز بكلامها إلى الكتابة أو الكلام العبثي حيث قالت: (كلام السفسطائية حبالها متقطعة ومنقطعة، ولا تنفع لنسيج خيط الأدب والفكر والمعرفة إذ ليس العيب في المتلقي حيث لا يفهم ما كتب وما قيل، بل العيب في الكاتب وفي القائل حيث لم يكتب أو لم يقل تلك).
إذن، الكلمة هي طرف الخيط، فطرف الخيط مهم جداً لإمساكه، الكتابة في مهمتها ومن خلال فهم الكاتب ووعيه عليه أن يحقق عملية مهمة وهي الإمساك بالقارئ أو إمساك القارئ بالموضوع..
الآن أقول… إلى الآن لم ندخل إلى عوالم أزمتنا والتي بدورها تتفرع إلى أزمات وأزمات وعلى كافة الصعد من هنا يمكن القول: إننا خسرنا أدباً فعالاً، يحاكي الواقع والمتخيل معاً..
وليكون الأدب فعالاً في حياتنا وعقلانياً في النطق والمعالجة علينا أن نعي أنفسنا وأن ندرك أننا في الميدان شئنا أم أبينا، وعلينا أن نقاوم، نقاوم مؤامرة طويلة وعريضة،
يشارك فيها إخوتنا الأشاوس والنشامى من العرب مسلوبي الإرادة والعروبة، ذلك جنب إلى جنب مع الغرب المتصهين الطامع في إزالة روح المقاومة لدينا..
والمذهل، المذهل أن معظم العاملين في الشأنين الثقافي والأدبي والفني ابتعدوا بعض الشيء بقصد أو دون قصد عن محاكاة العوالم الداخلية للأزمة في الكتابة، وكأنهم يقولون ولو غمزاً، إننا شعب شهيد ضحّى به العالم على مذبح شعارات واتهامات ومطالبات خلبية كاذبة ذلك لصالح كائنات ذات أنياب زرقاء..

غازي زربا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار