رقــم العــدد 9544
الخميس 5 آذار 2020
كثيراً ما تناقلت العامة مقولات ذات أبعاد شكّلت خلاصة تجارب ووقائع ومشاهدات حياتية لأجيال وأجيال، ولعلّ ما شجّع عليها استحسان الناس لمزيد من الحكمة والأمثال.
مقولة: (عدو جدّك ما بودك) ترتسم اليوم في مسارات الحرب العدوانية الإرهابية على سورية بخاصة وأنّنا نتابع وقاحة وصفاقة زعيم تنظيم الإخوان المسلمين ووريث الفكر العثماني المجرم رجب طيب أردوغان بحديثه الدائم عن حمّامات الدم وتصريحه الأخير بأنه لن يبقى للجنود السوريين رؤوس بين أكتافهم.
الوجه الانكشاري لزعيم التنظيم الإرهابي يثبت صحة مقولة ويعيدنا إلى كتب التاريخ وما كنّا قرأناه عن الجيش الانكشاري العثماني الذي كان قوامه مجموعة من اللقطاء والمكتومين وأولاد الشوارع وأصحاب السوابق، وكل هؤلاء يتم جمعهم في معسكرات وفيها خضعوا لتدريبات قاسية ولاختبارات على ممارسة التوحش وإدارته بما في ذلك التمثيل في الجثث وتقطيع الأعضاء البشرية قبل قتل أصحابها.
بوحشية الجيش الانكشاري ربحت الإمبراطورية العثمانية خروجها وارتكاب سلاطينها أبشع الجرائم في تاريخ البشرية، بما فيها إبادات طالت عشرات الملايين ليس للأرمن وحدهم بل لكل الطوائف والجماعات والبلدان التي اجتاحها الجيش الانكشاري على يد الولاة العثمانيين.
أربعمائة عام امتد حكم السلاطين العثمانيين للديار العربية لم يتركوا أثراً حضارياً واحداً وكل ما هو حاضر في الذاكرة الجمعية العربية وفي كتب التاريخ هي صورة المجازر وأعمال القتل والترهيب والانتقام.
ولأن (عدو جدّك ما بودك) يشكل الإجرام الأردوغاني امتداداً طبيعياً وتاريخياً لإجرام بني عثمان مع تطور مذهل في أساليب القتل وصلت حد إجرام لم تعرفه البشرية من قبل، ألم يتابع العالم أمس الأول كيف أقدمت عصابات أردوغان الإرهابية على تقطيع أعضاء الطيّار العربي السوري وأكل بعضها قبل أن تقتله وتمثل بجثته في فعل لا تمارسه كائنات على الأرض سوى الضباع، فالضباع وحدها تأكل فريستها قبل قتلها أو موتها.
ولأن التاريخ خزان الذاكرة وسجل أمين ليوميات الشعوب، فيه الفائدة والعبرة فقد سجّل التاريخ مشهداً دموياً رسمه السلاطين العثمانيين يتابعه أردوغان بعدوانه الآثم على سورية لقتل أبنائها وتدمير مقومات الحياة فيها.
ابراهيم شعبان