رقــم العــدد 9544
الخميس 5 آذار 2020
نجحت مدينة جبلة إلى حد كبير بإبراز المباني الأثرية في المدينة القديمة بشكل حضاري لاسيما تلك المطّلة على الساحة المركزية والتي تشكل فراغاً عمرانياً وبصرياً وانتقالياً مبنى المدينتين القديمة والحديثة.
فالاهتمام المتزايد بمركز المدينة الأثري وخلق فراغ وسطها وتحويله إلى ساحة رئيسية تتضمن حدائق وممرات المشاة مع تحويل حركة السيارات إلى حركة محيطية حقق غايته بإفراد مباني المدينة القديمة وتميزها عن محيطها العمراني، لكن تفضي معاينة مخططات المدينتين القديمة والحديثة إلى ملاحظات لم تستدرك، ويقول مدير آثار اللاذقية م . إبراهيم خير بك: استمرار تمركز المدينة القديمة في قلب المدينة الجديدة يزيد الضغط المروري والسكاني والتنظيمي على قلبها الساكن أبد الدهر.
والمدينتان متجاورتان وهما مرحلة انتقالية من حيث التاريخ والارتفاع بين الميناء الفينيقي وتل المثيطبة الذي يعود للعصر الهلنستي باتجاه التوسع وامتداده وامتداد المدينة الحديثة ولأن جبلة تمتلك أهمية خاصة وتعبر عن مرحلة هامة من تاريخ الساحل.
ورغم قلّة الوثائق القديمة الخاصة بجبلة القديمة فقد أعطت فكرة واسعة عن الوضع العام للمنطقة ساعدت إلى حد كبير في المحافظة عليها، ووضع نظام ضابطة بناء خاص بها، وصدر في 13/10/1998 قرار وزارة الثقافة رقم 125/أ المتضمن تسجيل المدينة القديمة في سجل المدن التاريخية والتراثية على أن تصدر لاحقاً التعليمات والأنظمة الضابطة للترميم والبناء في شرائح المدينة .
والتخطيط الشطرنجي لشوارع المدينة القديمة ما زال محافظاً عليه في بعض أجزائها والمحور البصري بين المسرح الروماني والمتحف المقترح (السرايا) يعطي تواصلاً تاريخياً ونقاط جذب باتجاه جامع وحمّام السلطان إبراهيم يلاحظ السائح الاستمرار البصري باتجاه جامع حمام السلطان إبراهيم كامتداد للمشهد برمته.
خديجة معلا