العدد : 9544
الخميس 5 آذار 2020
أقام فرع اتحاد الكتّاب العرب باللاذقية نشاطاً ثقافياً جمع النصوص الأدبية الشعرية المميزة ذات المواضيع والمضامين العديدة والقصص المعبّرة عن الفكر الإنساني ومعاناة الإنسان في الحياة وذلك في صالة الجولان بمقر الاتحاد.
الوحدة حضرت هذه الظهرية التي ضمت نخبة من الأدباء والكتّاب والشعراء الذين قدموا نتاجاً أدبياً بأسلوبهم البديع.
وقد قدّم النشاط د. عدنان بيلونة والبداية مع الأديبة الدكتورة وضحى يونس وهي أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية جامعة تشرين، لها دراستان نقديتان مطبوعتان في كتابين ومجموعتان شعريتان الأولى بعنوان: (للعمر عمرٌ) صدرت عن اتحاد الكتاب العرب والثانية حملت عنوان: (مسح جغرافي لقمر تاريخي) صدرت عن دار الحوار إضافة إلى مجموعة في وزارة الثقافة قيد النشر بعنوان: (حين يتنهد الفجر)… شاركت في أكثر من مؤتمر في المحافظات السورية ونشاطات متنوعة في المراكز الثقافية وقد ألقت في هذه الظهرية سبعة نصوص شعرية رائعة توجهت بالنص الأول إلى شهداء الوطن الغالي عبر قصيدة جميلة جداً.. وقد أوحت زيارة الأديبة يونس إلى حمص بقصيدة حملت عنوان (حمص) ،أما النص الثالث فهو تحت عنوان: (لغة الأجداد) والرابع بعنوان: (يقول الكلام) وضمن النص الخامس قدمت مقطعاً من قصيدة (ثأر مع الكلمات) من مجموعتها الشعرية: للعمرِ عمرٌ وقد اقتطفنا منها المقطع المعبّر الآتي:
أيتها الكلمات
لي معك ثأرٌ قديم..
كثأر الصحراء..
مع لمعة السّراب
سأرمي على ظهرك
كلَّ ما أضمر
من حبّ… وكره
لن تسلمي..
من خبث الحروف
وضغينة الألفاظ
ثم ألقت بعد ذلك مقاطع قصيرة حملت العناوين الآتية: كلمات، نساء، حديث قشة، رسم، ورود، لن تعرفني، نخلة، مجاز، جحود، فهم، روح وجسد، رغيف… وقد ختمت مشاركتها بنص سابع وأخير عبر قصيدة غزلية حملت عنوان: (طفولة الجذور)..
المشاركة الثانية في هذه الظهرية للأديب عبد الكريم الخيّر وهو عضو اتحاد الكتاب العرب، عضو جمعية القصة والرواية، له عدة كتب ومجموعات قصصية منها: البحث الأزلي، الكشف، نجوم الظهيرة، قابيل يا ولدي، الطابور، وله مجموعات أخرى قيد الطبع وقدّم في هذا النشاط قصة بعنوان: (غابة من السيقان المعدنية) وصّف فيها معاناة الإنسان في الحياة وقد اخترنا منها المقطع التالي: «أيّ صدفة تلك التي جعلتني أجلس في المقعد الأول بعد الباب الثاني لحافلة النقل الداخلي راح سائقها يلمُّ عباد الله بتعالٍ وعصبية توّتر الأعصاب، أخرج عن الباب الثاني ليصعد شاب يستعين بعكاز معدني يتوكأ عليه ملاصقاً لساق معدنية نحيلة، ينقل خطواته بثقل واضحٍ فيقفز جسده الرشيق على ساقين متباينتين، أمعنت النظر لوجهه الناحل لأرى ملامحه وبياضاً مشرباً بحمرة العافية تكسوان وجهه المتألق بثغر مبتسم يعلوه شارب رفيع وبعد أن توسط الفراغ الذي أتيح له اعتدل في وقفته وأمسك بالقضيب المعدني الممتد فوق رأسه وترك الحرية لناظريه ينتقلان بين وجوه الركاب»
أما المشاركة الأخيرة فهي للشاعر فؤاد نعيسة وهو عضو اتحاد الكتاب العرب ومن مؤسسيه يكتب الشعر الحديث كما الكلاسيكي، لديه 8 مجموعات شعرية مطبوعة وخمس مخطوطات معدّة للنشر نذكر منهم: للحبّ أحوال كثيرة، بحثاً عن تلك الأيام، آه يا ضيق العناوين، شارك في الكثير من المهرجانات والأمسيات الثقافية في المحافظة وخارجها، ألقى في هذا النشاط ثلاث قصائد حملت العناوين الآتية: (ثمالات)، (فيتوشا)، (كأس) واخترنا من (فيتوشا) وهو اسم جبل في بلغاريا تحيط به الثلوج والغابات .. ما يلي:
جبلٌ لفيتوشا، وغاباتٌ، وثلجُ
والمقصف الملكيّ أنفاسٌ معطرةٌ
ودفءَ.. شعّ من همس الصبايا
شعّ، حتى شاع غنجُ
ومن القصيدة الجميلة (ثمالات) اقتطفنا المقطع الآتي:
قمرٌ… فضةٌ
قمرٌ.. كهرمان
كان في صحونا قمران
أمّة: أمّنا
لغة حضنها لؤلؤ من بحار البيان
يا زمان الصّبا.. والصّبا والأمان
كيف مال اللسان!؟
ندى كمال سلوم
وأخــــرى في دار الأســــد للثقــــافة
عندما يكحل الوطن عيون شمسه ببطولات وشهادة، يرتقي الفعل، ويصير للكلمة قداستها، فكيف إذا تزنرت هذه الكلمات بروح أصحاب البطولة وسموها، فيوطن ما زال يسطر أطهر الحكايا وأنبلها. مجموعة من الأدباء ضمهم لقاء شعري بدار الأسد باللاذقية مؤخراً، هذا اللفيف صدح بملء الحناجر، كلّ عن شهادة وبطولة لابن أو لأخ أو لوطن أو لكلهم معاً)، لفيف شعري تسطرت حروفهم على نبض الوطن والشهادة فتعانقت الدموع والحروف وانسكبت تعطر تلك الظهرية التي كان بادئها المرشد الثقافي بدار الأسد سمير مهنا مرحب بالمشاركين والحضور معرفاً عن كل مشارك ونتاجاته الأدبية، كانت الوقفة الشعرية الأولى مع الشاعر القادم من طرطوس سليمان غانم الذي بدأ إنشاده الشعري بقصيدة مهداة إلى جيشنا العربي السوري كانت بعنوان (أسرج خيولك) ثم اتبعها بمجموعة من القصائد كانت منها (طائر حرٌ) وقصيدة محكية غزلية بعنوان (جايي عبالي) ومن قصيدته (أسرج خيولك) نقتطع ما يلي: أسرج خيولك إنّ الخيل تصاهل يا سيد الشام أنت الوعد والأمل أسرج خيولك ما في الساح من عربٍ إلا دمشق وإنْ ضاقت بها السبلُ أسرج خيولك في عمّان في عدنٍ بغداد أخت الهوى والنصر مقبلُ
* أما الوقفة الثانية فكانت مع شاعر الزجل والمحكي الشاعر حافظ شبيب الذي بدأ مع قصيدة شعرية مهداة إلى ابنه الشهيد كانت بعنوان (بعدك ياابني) ثم أتبعها بقصيدة مهداة لجيشنا الأبيّ كانت بعنوان (جيشنا أملنا) وتابع مع مجموعة شعرية تضم عناوين لموضوعات مختلفة منها (فلّوا السنين- يا حوّا) ومن قصيدة (فلّوا السنين) نقتطع ما يلي: فلّوا السنين وبقيت الدمعات وبعدك يا ابني على القلب غالي بعدها ريحتك معطرة العتبات وصورتك منسوخة قبالي وبعدا البسمة وصدا الضحكات عيون ملونة بالسحر هالة وبعدو خيالك بالقلب ما مات وروحك نور بالأفلاك عالي
* أما المشاركة الشعرية الثالثة في هذه الظهرية فكانت مع الشاعر أحمد ابراهيم أحمد وعدد من قصائد غزلية منها طلت قبالي) من قصيدته (حلم العمر) نقتطع ما يلي: بحبك وردة نديّة سقاها القمر ومن قطرات الندى عمدها الفجر بحبك متل بلبل بيفيق بكير ت يصلي الفجر ع غصان الشجر *أما ختام هذه الظهرية فكان مع الشاعرة لينا العجي والتي ألقت مجموعة من القصائد مازجت إلا لدموع مع أحرفها عندما أنشدت قصيدة بمناسبة الذكرى السادسة لاستشهاد أخيها وعنوان هذه القصيدة (أثقل من الموت..أخف من الحياة) وتابعت مع مجموعة شعرية أخرى بعنوان (باسم الحب – أبحث عن رجل غير اعتيادي – وبشتقلك وهي من القصائد الزجلية المحكية) ومن قصيدة الرثاء لأخيها نقتطع الآتي: أثقل من الموت وأخفّ من الحياة كان خبر رحيلك شفافاً كبلور.. ومضيئاً كشعاع نور في آخر النفق..
سلمى حلوم