العدد : 9544
الخميس 5 آذار 2020
الفن قادر على تغيير المجتمع، وللموسيقا تأثير على الناس، نشأ على حبّ الفن، وصقل موهبته بدراسة الموسيقا ليتميز بعزفه على آلة البزق، وآلة الغيتار التي أدخل عليها بعض التعديلات لتكون قريبة أحياناً من التخت الشرقي، شارك في أماسٍ فنية كثيرة وفعاليات ومهرجانات عدة داخل وخارج محافظة اللاذقية خلال مسيرته الفنية التي تجاوزت الثمانية والعشرين عاماً ما بين العزف والتلحين، مؤمن بأن الفن بكل أشكاله نتاج حضاري وانعكاس حياتي وللفنان دور مهم في ترجمة هذا التشابك إنه الموسيقي خالد محمد نزيهة، الوحدة التقته وكان معه الحوار الآتي:
* بداية لماذا اخترت العزف على آلتي البزق والغيتار، وأيهما أقرب إلى نفسك؟
** أحب هاتين الآلتين فلهما سحرهما الخاص، وأحب آلة الغيتار أكثر فلها حميمية في الانسجام الذي تنشره بإيقاعها المميز ومنذ صغري وأنا مولع بالعزف على هذه الآلة فغدت بمثابة التوءم في كل الأوقات وفي أوقات معينة يكون العزف على آلة البزق معبراً أكثر حسب الحالة.
* ماذا أضفت من تعديلات على آلتك الموسيقية الخاصة بك؟
** عمري الفني على المسرح تجاوز الثمانية والعشرين عاماً ووجودي على خشبة المسرح يوماً بعد يوم يزيدني شغفاً إضافة بعض التعديلات على الآلة التي اخترتها، فآلة الغيتار آلة غربية تنقصها العلامات الشرقية وهي النصف بيمول، وحاجتي لهذا الأمر جعلني أضيف هذا التعديل الشامل والواسع لهذه العلامة على آلة الغيتار وأصبحت من خلالها أدمج النغمة الغربية جنباً إلى جانب النغمة الشرقية حيناً آخر.
* برأيك إضافة بعض التعديلات على الآلات الموسيقية هل هي نوع من أنواع الإبداع؟ أو ضرورة ملحة؟
** الجواب يكمن في الحالتين معاً، خاصة إذا كانت التعديلات لا تلغي حساسية وخصائص الآلة الموسيقية وإنما تزيد قدرتها في التوظيف الصوتي.
* كيف ترى ظاهرة إعادة الأغاني القديمة برتم سريع وتوزيع جديد؟
** نحن في هذا العصر وفي جوقة الألحان الكثيرة والسريعة نحتاج إلى تجديد بعض الأغاني القديمة التي زاد الطلب عليها بنفس اللحن، ولكن بتوزيع جديد ورتم سريع يتناسب مع حالة الأغنية السائدة في هذه الأيام ولهذه الحالة إيجابية في الذائقة الفنية للمستمعين لأن الأغاني القديمة كانت في مرحلة ازدهار الأغنية العربية ومن الجميل إحياء هذه الأغاني وربط الجيل الحالي بجيل المبدعين القدامى، وهنا في محافظة اللاذقية هناك مطربون كثر قاموا بإحياء بعض الأغاني القديمة بأسلوب حديث وقد نجحوا في ذلك إلى حد كبير.
* ماذا عن تجربتك في التلحين؟
** قمت بالتلحين في بداية مسيرتي الفنية لبعض الفنانين المحليين وقد لاقت تلك الألحان استحساناً من قبل المستمعين لكنني توقفت عن التلحين بسبب تفرغي التام للعزف على آلة الغيتار إلى جانب آلة البزق، وأنا مولع بالعزف على هاتين الآلتين وأجد نفسي فيهما وفي بوحهما، هما خير من يترجم المشاعر والأحاسيس والحالات التي نمر بها جميعنا.
* ماذا يقدم فرع نقابة الفنانين باللاذقية للفنانين والموسيقيين المحليين؟
** لفرع نقابة الفنانين في اللاذقية دور هام في دعم الفنان المحلي، وتقديم كافة التسهيلات للمشاركة في الأماسي الفنية والمهرجانات سواء داخل أو خارج المحافظة وله دور بارز في إظهار الفنان المحلي وفي تسليط الضوء عليه فكل الشكر للقائمين في هذا الفرع الحريصين على كشف المتميزين ودعوتهم للمشاركة في كافة الفعاليات التي يقيمها فرع النقابة أتمنى له دوام النجاح والعطاء الفني.
* هل يختلف العزف في الحفلات الحيّة عنه في الأغاني المسجلة في الاستديو؟
** طبعاً هناك اختلاف، فالعزف مثلاً في الحفلات الحية يكون بشكل أوسع وبحرية أكبر وبإحساس عالٍ فيه روح يختلف عن العزف في الاستديو المقيد بالعلامة والزمن والدقة في الأداء، أما الحفلات الحية يكون التواصل والتفاعل مع المستمعين بشكل مباشر أفضل.
* من وجهة نظرك هل للفن قدرة على تغيير المجتمع؟
** بكل تأكيد، الفن قادر على تغيير المجتمع وللموسيقا تأثير على الناس، مثلاً في بعض الدول يتم إسماع الجنين في الأشهر الأولى موسيقى خاصة ليمتلك هذا الجنين في المستقبل إحساساً مرهفاً، ولا ننسى المعالجة النفسية عن طريق موسيقا معينة، أيضاً أصبحت الموسيقا هوية لبعض الشعوب بمعنى آخر عندما نستمع لآلة العود نقول شرقي، وعندما نستمع لآلة البزق نقول إنها موسيقا قادمة من تركيا وعندما نستمع لآلة الغيتار نقول إنه من دول غربية، وعندما نستمع لآلة الطبلة نقول إنها قادمة من الهند أو الدول الإفريقية وعندما نسمع البوزوكا نقول إنها قادمة من اليونان وقبرص.
* كلمة أخيرة للفنان خالد نزيهة..
** الفن بكل أشكاله هو نتاج حضاري وانعكاس حياتي وللفنان دور مهم في ترجمة هذا النتاج والانخراط بالمجتمع خاصة في الظروف الطارئة التي تتعرض لها بلادي الحبيبة، ويجب علينا جميعاً إذكاء روح الألفة والمحبة الموجودة بين جميع أطياف المجتمع والتصدي بوعينا المعهود ووحدتنا لما يحاك ضد بلدنا، وسنظل دائماً صفاً واحداً خلف قيادة الرئيس بشار الأسد الحكيمة وجنباً إلى جنب حماة الديار الأشاوس الأبطال، فالنصر دائماً حليفنا بإذن الله.
رفيدة يونس أحمد