العدد 9542
الثلاثاء 3 آذار2020
تمر في حياتنا مفردات كثيرة، بعض منها ندرك معناها، وبعض منها يغيب عنا معناها، فلا نتوصل إليه وإن لاحقناه في قواميس العالم كلها.
نتحدث عن الحب، نتحدث عن البراءة والنقاء والعفوية.
يذكر أمامنا تعبير (اليد الخضراء)، لكن في هذا الزمن الذي تغير فيه البشر، لا كما يقال إن الزمن هو الذي تغير، إما أن الحب والبراءة والنقاء وغيرها ما عادت متمايزة وواضحة في أحوالنا، وإما أن لها انعكاسات على أرض الواقع، لكن كثيرين عاجزون عن تخيلها.
إلا أنني تذكرت مدرستي في الصفوف الأولى منها، يوم كنا نزرع بضع حبات من القمح مستخدمين قطعة من القطن المبلل بالماء، ثم نراقبها وهي تنتش براعم خضراء، فينتابنا فرح لا حدود له.
وفي الوقت نفسه، تذكرت ابنة صديقة لي اختارت أن تزرع بضع حبات من البازلاء في أصيص، و كنت كلما زرتها أرى ابنتها تحيط الأصيص بعناية، تنظف ترابه، تسقيه بانتظام، وقد رأيت بوادر انتاش بذار البازلاء والوريقات الخضراء الفتية التي اخترقت التراب.
انقطعت فترة عن زيارة صديقتي، وجاء يوم تذكرتها فمضيت إلى زيارتها، سألتها عن ابنتها، فنادتها، وعندما جاءت قبلتها ثم سألتها عن حبات البازلاء، فسحبتني من يدي إلى الشرفة، وأشارت إلى أصيص، وقالت لي: ما رأيك؟
كانت هناك قرون من البازلاء الجميلة، لونها أخضر جميل، أطوالها متجانسة، ثم طلبت مني أن أتذوقها، وفعلاً تذوقتها فكانت حلاوة طعمها لا تشبه غيرها..
سألتني صديقتي عن رأيي بما أنجزته ابنتها، فقلت لها الآن عرفت معنى الحب والبراءة والنقاء والعفوية… واليد الخضراء.
رنا رئيف عمران