العدد 9542
الثلاثاء 3 آذار2020
أنا لست هنا بوارد نثر الخلجات في قصائد، ولا تطريز المشاعر بمشبك السطور، ولا أنوي زخرفة الأحاسيس بنول المحسنات الأدبية، أنا لا أريد سكب ذاكرة الحنين
في وعاء الورق العطش، ولست هنا كي أرصف درب الدموع على الوجنات، ولا كي أجيّش قافلة من كلمات العطف في حناجر الأيام، أنا لست هنا كي أخيط أشلاء الحياة الممزقة قبل رفة الجفن الأخيرة، ولا أثناءها ولا بعدها، كي أصنع منها ثوباً لعمر آتٍ، ولست بصدد الحديث مع الصمت على مسامع الصفحات، كي أخبر أروقة الزمن أني موجودة بها، أتنقل في دهاليز الظروف بكل ما أوتيت ابتسامة،
صامدة صامتة، أنا لا أريد أن أبني جداراً لغدي من صخور ماضٍ تفتت على مرأى ومسمع الوداع بكل غطرسة الموت، ولا أنوي أبداً استمالة قلب الأحداث لتصبح أكثر رأفة، ولا الاستماتة في ترجي الرحيل لأكون صديقة سفره في محطته الأقرب، أنا هنا كلمة بأجنحة، لن تحط إلا على غصن مَن عقول راقية، ولن ترفرف إلا في سماء من أرواح نقية، كلمة تطوي العتب بين حروف الشكر، أخرست تمتمة الجروح في نزيف اللوم، وأسكت بوح الأحزان في يقظة السهد في حديث المآقي،
في هسيس الوتين، أنا أملك فوق المبادئ الكثير الكثير من المبادئ، لكن عطاءها بات يفتح باب الفقد الكبير وعلى مصرعيه، لمن تملؤه مبادئ رفعة فليطأ عتبة وجودي بخطوة من وقار، ومن يردها فقط عنواناً عريضاً لحديث ملغمٍ مشبوه
فلا أسف إلا على الأسف عليه..
نرجس عمران