العـــــدد 9541
الإثنــــين 2 آذار 2020
هي لكِ، لكن ما إن أرشّها حتى تتعطر الدنيا، لذلك لم أفعل مذ عبّأتُها، ونسيتُ أن أفكرّ بالموضوع لاحقاً . .
أما زال الخوفُ يأسركِ، أم ترغبين أن تبقي قطةً شاردةً لا أحد يمسّد شعركِ الجميلَ؟
فكّي عقدة الخوفِ.. فكّيها، فكّي أي عقدة، فما انبلاج الفرح إلا حين تطلقينه صوبي ولو على أزيز رصاصة أو بعبق بارود، أنتِ يا سيدتي جميلة، فهل يخجل الجمال من مشاوير العشق أو حتى من عريّ ساقيه؟
ذاتُ يباسٍ أمطرتِ ضحكةً في مدى عينيَّ، تغيّرت بعدها كلّ طقوس جنوني، وبين الرمشة وما يتبعها أضيع من نفسي، وأنسى كيف أبحث عنها، وأين!
هذا الشتاء، كان البردُ كعقرب، لم أبحث عن حطب، ولم تشدّني جمرات الموقد الملتهب، كانت حروف اسمك أكثر من صيف، وكان بهاء وجهكِ أشهى من رغيفٍ ساخن، وكنتِ بكل تفاصيلكِ الهيلَ والقهوةَ، وكنت الحكايةَ وكنتِ (الحب كله)! وكنتِ وطناً ألجأ إليه وأنا فيه!
***
للعشق روح لا يحسّ إيقاعها إلا الغارقون الحقيقيون فيه . . تسألني نسمةٌ تبحث عن دفئها: أما زلتَ تكتب الشعر؟
كانت أزهار (لبّيسة القطة) تحيّر المرج المجاور بروعة ألوانها، وما أن يبدأ الجبل حتى يطغى الأصفر من دردار و(حيصل) وأقحوان، لا يمزّق اصفراره إلا بياض زهر اللوز . ..
أنا لا أجيد الشعرَ، ولكني أعيش الإحساس، والقصيدة قد تكون على ثغرِ شوكة أو في جوف سرداب . .. ما أريده منكِ أيتها النسمة هو أن تنقلي رسائلي إلى ثلاث:
* لوطنٍ ما زال يربّي أبناءه على العشق، فعشقْنا وأعلّنا إننا سوريون بكلّ التفاصيل.
* ولأميّ، فما زلتُ بكرم دعائها محاطاً بعناية إلهية مستمرة وما زلت قادراً على الدفاع عنها . . عن الأرض والعرض . . عن لون الصباحات وحكايا المرايا . . عن قصائد الغزل وغنج الصبايا . . عن إخوتي وأبنائي . . عن وطنٍ غالٍ، أغلى منكِ يا أمي . .
* ولملاكٍ قال في آخر غمرة وجدٍ وهيام: حبيبي (دير بالك على حالك) . . أنتِ حالي ومالي وراحة بالي، وسأعمل بوصيتكِ . .
***
لمن زينتِ أصابعك يا جلّنار، ولمن ستسكبين خمر عطرك الحلال؟ ما زلت أمنّي النفس بشهدكِ، فعجّلي قبل أن يرحل النوّار . . أنتِ قصةٌ تشبه الوجود، غامضة مثل اصطفاف عنقود، ريّانةٌ وهطلكِ تقسيمة عود، فيكِ خبأت حرفاً عاشقاً، ولا أعرف متى صمتكِ بالشغف يجود . .
غانــــم محـــــمد