العدد 9540
الأحد ا آذار 2020
شكل المسرح عبر الزمن أس و أساس الفنون، فكان صاحب دور رائد في تثقيف الناس وتوعيتهم بالإضافة إلى ما امتلكه من بعد ترفيهي جاذب للناس، ومنهم من لقب المسرح بأبي الفنون لأنه سبق الفنون منذ فجر التاريخ في الظهور والانتشار.. وكان الأسهل والأسرع في الوصول إلى الجمهور التواصل معهم، وإذا ما نظرنا بعين المقارن الموضوعي إلى شعبية هذا الفن الراقي إبان العقود الأخيرة نجد تراجعاً هاماً في ارتياد الجمهور للمسارح، حيث يسلك هذا التراجع باطراد طريقاً صاعداً يدلل على أسباب وعوامل جادة وراء هذا الجزر التفاعلي مع الجمهور، ولا ريب في أن التطور المحموم والسريع للتكنولوجيا ابتداء بظهور التلفزيون ومن ثم تطور تقنيات البث الفضائي وصولاً إلى عالم الكمبيوتر والشبكة العنكبوتية التي أحدثت ثورة غير مسبوقة على هذا الكوكب بشكل صادم، كان قد فاقم مشكلة تراجع مريدي المسرح في كل حدب و صوب، و عجل في اتساع الصدع بينهم، وخفت القدرة على الإبداع في مختلف الفنون وخاصة في كتابة النصوص المسرحية لأن الحافز على الإبداع قد أطفأ وهجه محتكرو المسرح؟.
التقينا بعض مرتادي المسرح والمهتمين لنقف عند نقاط غابت عنا ولنضع بعض النقاط على الحروف من باب الغيرية على مسارحنا واحتياجاتنا إلى مبدعين في المسارح السورية بعد أن غيبهم الموت ومازالت نتاجاتهم وافرة والسؤال الأهم هل غاب مؤلفو النصوص المسرحية؟
* نديم سليمان: الشللية التي طغت على مسارحنا وغياب النص المحلي واللجوء إلى نصوص جاهزة لكي نوفر على المعدّ الإبداع .. والأهم من هذا وذاك عامل التشويش في إيصال الفكرة وأيضاً في إعدادها.
* ليا منصور: المسرح من أهم الأشياء التي لا أستطيع الاستغناء عنها على الرغم من أنه منذ مدة طويلة أشعر بأنه يعيد نفسه بإصدارات مختلفة، نحن كجمهور نبحث عن مسرح يعبر عن واقعنا ويعكس مشاكلنا فهل من المعقول أن تكون أغلب مشاكلنا تتحدث عنها نصوص مسرحية أجنبية؟ نحن اليوم في زمن الحرب ومشاكل الحرب وهناك ألف قضية وألف مشكلة يجب أن تُطرح، غالبية النصوص لا تخاطب الجمهور وفي بعض الأحيان لا يفهمهها.
* أحمد إبراهيم: عامل التشويش عال، ومخاطبتهم لنا قد تصل أحياناً إلى أن نُفهم أننا متلقون جاهلون بالمسرح، نحن كشباب سوريين أعتقد أننا نملك إمكانيات ثقافية عالية في فهم نصوص المسرح والاستمتاع بها حسب ثقافاتنا التراكمية إلا أن في بعض الأحيان يختارون نصوصاً لا ترق لنا، الأولى من اختيار النصوص المسرحية هو فهم الذائقة الفنية للجمهور.
* سهير الجانودي: هل بالإمكان خلق حراك ثقافي مسرحي بالتكرار والمناورة على الفكرة واستبعاد الموهوبين أم أن القائمين على المسرح يتفننون بروح الأنانية المطلقة، النصوص المسرحية يجب أن تكون متلاقية مع واقع نعيشه لا أعتقد أن الواقع جيد ولأن المسرح هو كأي فن يجب أن يكون قريباً من واقع معاش لا بالخيال. * زهير إسماعيل: تشخيوف هل يمثلنا؟ أنعش مسرح موسكو بمؤلفاته، وهل طرح في مؤلفاته قضايا سورية تهم المتلقي السوري، فلماذا لا يوجد توجه حقيقي للكتابة المسرحية المحلية، وأين كتّابها ولماذا تم استبعادهم عن الساحة المسرحية السورية وهل وجباتهم الجاهزة تصلح لغذاء روحي للمتابع السوري.
ويبقى أن نقول: يجب معرفة مدى إيمان جمهورنا بدور المسرح وأهميته في تقديم الحلول لمعظم مشاكلنا اليومية، وبانتظار مسرح يقدم المفيد والغني.
نور محمد حاتم