الشعر والقصــــة يحلّقان طرباً في اتحـــــاد الكتاب العرب باللاذقيـــــة

العدد 9539
الخميس 27 شباط 2020

 

 

 

أقام فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية نشاطاً أدبياً ثقافياً تنّوع ما بين المجال الشعري والمجال القصصي قدم فيه المشاركون بعضاً من نتاجاتهم الأدبية المتميزة وذلك في صالة الجولان بمقر الاتحاد.

الوحدة حضرت هذا النشاط الذي تباينت محاوره ضمن القصص الهادفة التي جسدت الحنين إلى الأرض والمعبرة عن واقع الحياة إلى القصص المترجمة القصيرة المختارة لبعض المؤلفين البريطانيين والمتميزة ببساطة التعبير والنهايات المفاجئة والبارعة

وللشعر أيضاً حصته من هذا النشاط حيث استطاع الشعراء المشاركون أن يهزوا أعماق الوجدان من خلال قصائدهم الغزلية والوجدانية والبداية مع الشاعر نعيم علي ميا عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية الشعر، عضو اتحاد الصحفيين حائز على إجازة في اللغة العربية، يكتب المقالة في الصحافة المحلية له مجموعة من الدواوين والكتب في النثر والشعر نذكر منها: (بعض الذي) (مشروع مفكر) (بوح شوق) (تسافرين في مدار مقلتي)، ومع إطلالة فصل الربيع إنتاج متميز سيبصر النور وقد أتت مشاركته في هذا النشاط عبر قصيدة تمحورت أفكارها حول موضوع الغزل وقد حملت عنوان:
(توهجي مثل النبوءة) ونختار منها المقطع التالي
الذي عبر عنه الشاعر
(ميا) بأسلوب بديع:
وضحكت مما قيل
إن الحبّ عطره السراب
الحب يا عصفورتي
ترتيل صومعة وبوح كنيسة
وثغاء حسون وشدو بلابل
وبكاء طفل باحث عن ثدي مرضعه
وروح من ضياء
المشاركة الثانية للكاتبة والمترجمة كنينة دياب الذي توجه اهتمامها الأكبر للتأليف للأطفال، تحمل إجازة في الأدب الانكليزي 1972 وإجازة في الاعلام تعليم مفتوح جامعة دمشق 2018، منحت لقب أيقونة التعليم المفتوح أكبر خريجة في الجامعات السورية، سخرت قلمها ووجهته للأطفال حيث بلغ عدد القصص حوالي 400 قصة منوعة ما بين مجموعات قصصية وقصص مفردة، نذكر من رواياتها المترجمة (فجر الصحراء)، (بنات الصحراء) ومجموعات قصصية مترجمة (الكاديلاك الذهبية)، (عزيزي الخائن)، (عندما يغني طائر الليل) نشرت في كل من سورية وفلسطين والأردن والعراق والمغرب وقرأت في هذه الظهرية قصة مترجمة للكاتب البريطاني (آلان مالي) الذي عمل في عدد من جامعات بريطانيا وفي المركز الثقافي البريطاني لدول الكومنولث في دول أفريقية، عمل في كتابة القصص القصيرة وتنقل من بلد إلى آخر مكتسباً معرفة الكثير عن الشعوب ويدّون عن بعض شخصياتها في قصصه القصيرة الواقعية دائماً، القصة التي قدمتها الكاتبة (دياب) بعنوان (مرحباً أيها الولد الكبير)، وقد اخترنا المقطع التالي منها: بعد شهر، كنت ألعب في الحديقة، عندما مر السيد سامبسون في الشارع، لكنه في هذه المرة لم يقل لي: مرحباً أيها الولد الكبير، مشى بإعياء وضجر، وبانحناء، كان رأسه متدلياً إلى الأمام وعيناه تنظران إلى الأرض لقد ذكرني بكلب ضرب بالسوط، وهو يتسلل راجعاً إلى كوخه، فكرت بموقد البارافين، ورائحة الفم الكريهة والعفونة التي تنتظره – وانهار قلبي تعاطفاً معه. هذا وقد شارك الشاعر جابر خليل بقصائد ثلاثة حملت الأولى عنوان: (يممت عينك) وهي قصيدة عن الطبيعة يحكي عبر أبياتها عن قرية تدعى (عين البيضا) وقصيدة أخرى غزلية وجدانية بعنوان (مرت سهامك) وقصيدة تفعيلة عنوانها: (غياب) ومن ( مرت سهامك) اخترنا ما يلي:
لولاك قلبي كان كلاً واحداً
مرت سهامك ذات صبح فانقسم
أقسمت يوماً أن أجمع خافقي
فلكم عجزت وكم لعبت على القسم
إن شاء قلبي في الجمال تعلقاً
بركان وجدي يستفيق على الحمم
يغزو الجمال بكل صبح مهجتي
لولا الجمال غزال لما شح القلم
ومن الجدير ذكره أن الشاعر (خليل) عضو اتحاد الكتاب العرب، لديه ثلاث مجموعات شعرية: (ضفائر من خيوط الشمس) (طيف) (توقف أيها الجاني) نشر في العديد من الدوريات في القطر وخارجه وشارك في مهرجانات عديدة في المراكز الثقافية في محافظات القطر..
المشاركة الأخيرة في هذا النشاط للكاتبة القصصية هدى وسوف عضو اتحاد الكتاب العرب, تكتب القصة والرواية، صدر لها مجموعات قصصية منها (طرقات وعرة)، (جرح صغير)، (أحبك يا وعل الجبال) وروايات عديدة منها: (صباحات لها طعم الدفلى)، (ندوب في الذاكرة)، (أنين المدى)، (تفاصيل الغياب) وآخر رواية لها (ما بيننا) جاءت مشاركتها من خلال قصة حملت عنوان: (تلك الرائحة) تدور في فكرتها الأساسية حول مغترب يشعر بالحنين إلى وطنه، رغم كل الرفاهية والحضارة المحيطة به إلا أن يحن إلى تفاصيل حياته في أرضه ووطنه ويشتاق لرائحة المكان والأشياء فيه واخترنا المقطع التالي المعبر: قرر في عقله، وفي وعي مبكر أن يسابق الزمن، أن يكبر بسرعة، أن ينجح في مدرسته، وأن يدخل الجامعة، يحمل شهادته سلاحه الذي سيفتح له آفاق المستقبل والحياة، قرر أن يمضي بعيداً عن بؤس الواقع ومرارة عيشه، لم تثنه دموع أمه ولا استعطافها عن رحلة الاغتراب، وكي يجنب نفسه الاستسلام والضعف، دفع بمشاعره إلى الأعماق القصيّة من الروح وأغلق عليها بإحكام، وكان مبدؤه أن العقل لا العواطف هو من يصنع النجاح.

ندى كمال سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار