العدد 9539
الخميس 27 شباط 2020
لنبض الحياة رؤى وتدابير وعزيمة، لايملكها إلا من يليق بهم طلوع الشمس ومغربها، هم من يسطرون ويفعلون في بناءات تختلف اتجاهاتها لترسم ملامحنا وهويتنا وثقافتنا، هؤلاء هم من يعرفون قيمة الرحلة فيهبون للعقول بما تؤمل بقدر استطاعتهم … في ملتقى القنديل الثقافي، هذا النبض الجماهيري الذي خلق حالة ثقافية راقية عندما يحث العقل في كل لقاء، ويشعل شمعة مع قنديل سوري أصيل، ومع كوكبة متنوعة ومتميزة كان اللقاء يوم الثلاثاء الماضي الواقع في الخامس والعشرين من شباط، حيث ضمت عدد من الشخصيات الفاعلة في محافظة اللاذقية هي بترتيب حضورها كانت الباحث الأديب والمترجم حسن صقر – الأديب أديب عباد – الشيخ موفق غزال – المحامي – محسن شحيدة – الشاعرة نبال ديب – ابتسام خضر – الشاعر – الباحث التاريخي برهان حيدر – و شابة تجمع مواهب عدة في الخط والعزف الموسيقي والشعر – كل هذه الشخصيات اجتمعت على المحبة ومنها، وفي موجز من محاضرة الباحث الأديب حسن صقر والذي له العديد من المؤلفات والدراسات والترجمات من الألمانية حيث أوفد إليها خلال سنوات عمله التربوي والبحثي، وفي مقتطعات مما قال نوجز الآتي : أبدأ بالشكر لكم والتمني لكم بالنجاح في حمل هذه الرسالة الثقافية وأعتبر هذه الظاهرة الجميلة قيمة معرفية يجب أن نشجعها لأنها تجربة والتجارب لا تستنسخ لأن لكل تجاربه، ونحن مجموعة من التجارب الخاصة والعامة، ما أريد أن أركز عليه وبالدرجة الأولى، أنني وكما يمكن أن يقال أن العنصر الأساسي في شخصيتي هو العمل التربوي مع اهتمامات وجوانب أخرى تتابعت في مسيرة حياتي فأنا لا أعتمد على مركب واحد، فعملي التربوي هو نصف حياتي، يضاف إليه سنوات الجامعة في تخصصي بقسم الجغرافية، والحصيلة لهذه التجربة التي خرجت بها هي أن يكون الإنسان ينمو ويتطور ويتكون، الإنسان ينمو ويتكون أخلاقياً واجتماعياً ومعرفياً وله نوعان من التكوينات التي تضم أي أشياء وقوى تأثير من الخارج وقوى من الداخل تكون ذاتية، وهذه التأثيرات الخارجية والداخلية في جدل دائم وتفاعل يصقل الشخصية في قصد العطاء، وليس عبثاً هذا التكوين من أجل العطاء لأن له معنى الوجود ولعل هذا ما تجلى في عملي التربوي وعلاقتي مع الطلاب التي كنت أؤمن بأنها تأثير متبادل بيني وبين الطلاب لصياغتنا في علاقة إنسانية هي الهدف في الحياة، وأهم ما يحصل عليه الإنسان هو علاقاته الإنسانية التي يجب أن لا يخسرها، مع الأخذ بعين الاعتبار لكل التأثيرات التي تساهم في صياغتنا، فأنا شخصيتي مركبة بين عملي التربوي والتعليمي والبحثي والروائي والترجمات التي قمت بها وأعمالي الأدبية التي ترجمت إلى عدة لغات». ويتابع صقر في حديث عن الكتابة والرواية والأدب فيقول: «عندما يطرح على الكاتب أهم سؤال، لماذا هي الكتابة وخاصة أنها عمل شاق وصعب، لأنها تحكيم النسق وخلق عوالم جديدة، هي فضاءات من الحرية، والحرية لا تتحقق إلا عن طريق الفكر في الأدب أو الفلسفة أو مختلف المجالات، ويبقى الكاتب مقيداً بنسق يشده إلى العديد من المجالات بدافع ذاتي يقسرنا على ذلك، فالحياة مليئة بالبنى والمواضيع والأفكار فهي مادة خام من الواقع وخاصة في بلادنا المليئة بالأحداث والمشاكل، وعلى قول أحد الفرنسيين: عندما تنتهي المشاكل ينتهي الأدب، وهنا يأتي دور الأديب في اختيار المادة من واقع غير منسق وغير شاعري وفوضوي فتكون المهمة خلق الجمال بشعر أو رواية أو لوحة فنية، ليأتي دور الكاتب الأهم في كيفية الكتابة وصياغة المسائل المطروحة في حرفية وتميز تصل إلى قلب وعقل القارئ، وخلال سفري إلى ألمانيا ودراستي المتعمقة للغتها وعملي بالترجمة وخاصة أن الألمان يتسمون في اهتمامهم بالفلسفات، كل هذا مكنني لفهم العلاقة الإنسانية مع الحياة، فالكتابة مهمة جداً لفهم الحياة في شقيها الخارجي والداخلي والاطلاع على أفكار الآخرين الذي يشاركوننا هذه الأرض، وخاصة الفلسفة التي تميزالعقل، والتي هي مشكلتنا نحن العرب، لأننا أوقفنا البحث، وعندما يقف البحث، يتجمد العقل الذي يقود إلى تدهور معرفي وحضاري، لذا بجب علينا أن نستنهض الهمم في محولات حثيثة لإرجاع دور البحث والمعرفة التي تليق بإنسانيتنا .
سلمى حلوم