العدد 9539
الخميس 27 شباط 2020
من أعماق غرف معتمة تناديني، حيث أنت أسمعك، وما من أحد يسمع صوتي سوى الله، إن الله في صدري فاقرأ يا أنا…(إنّا أعطيناك الكوثر).
هذا هو الحب، ما أجملك، ويا كل روحي لو تعلم، ما أشقاها الصباحات بغيبتك، أنهض مثل الفرح، قلبي دليلي، أنك عائد، هي رسائلك منك إليّ، وجهك والروح تسألني ويشتد في صدري الاختناق، وقلبي يدلني لألف شبيه لعينيك، أقول: هذا أنت، فلا والله لا أنت، ولا هو شبيهك، هل نسيت الطريق إلى البيت، هل نسيت الفصول، فلا والله ما هدأ القلب من شوقه إليك، حفيف الشجر يعرفك، وصوت البحر يعرفك وأنت، أنت عرفت صوت الرصاص، وكان يعرفك الطاهر الولي بالحيّ، بأن الضوء الرائع بعينيك يلمع برقاً، وأنك والحب توءمان.
هي الأيام تشابهت، والسنون مرت، فيا أنت وأنا شبيهان في عتمة الغياب، ليتها تشابهت وتقاربت جهات الأرض والتقينا، هبني من حروفك قوة، يا ليت روحي معك، هبني فصاحة أرتب الحروف صلوات، أنت الذي رأيت الشمس في كهف وقلبك في ليل شتوي طويل، تسمع هسيس الحجارة والجدران، وقلت في صمت
إن الحياة غابة مجنونة، أستغفرك ربي، إن كانت بحة صوتي ثملى، ونار الشوق في قلبي نجوى، ارفع كأس دمك، وقل هذا نخب الوطن.
الله أكبر.. كم نبياً قاتل معك، القلب أنت والبلاد، ها أنا يا إلهي، بكل أسمائك الحسنى أناديك، صوته نادانا، صوته هذا الإله فينا، فوضى هو العالم، يا بقية الروح نموت في اليوم الواحد ألف نهار ونهار، تعبنا من الموت، الله أعرني عمراً آخر كي أكمل البكاء، لعلّ الأرض تحتاج دمعاً، لكي يزداد اخضرار شقائق النعمان بهاءً ونقاءً.
غازي زربا