أيّ غروبٍ وأنتِ معي!

العدد 9537
الثلاثاء 25 شباط 2020

 

على كتفي ضعي رأسَكِ ليغفوَ القمر، وأرى النّجوم تتبعثر على طرقات تتوه في الدّروب لا قمر يُنيرها، ولا من أحدٍ يمدّها بالمدد، ما أجمل أنْ يحطّ القمر رحاله ويستقرّ على كتفي حيث بيته الأزليّ ومسكنه والمستقرّ.
ها أنا أسمع تلك الأنفاس التي تُلامس حبّي وأوجاعي وتُحاكي أحلامي التي رسمتها وأوْدعتها غيمة تسافر مع الريح تبثّ حكاياتي وتبوح آهاتي، ولكن لا الغيمة سحّتْ بمائها وأمطرت ولا الأحلام سافرت وغادرت الجفون والأهداب، آه يا تلك الغيمة التي أثقلتها الأمنيات وأوجعتها الأحلام فتعثّرت بها الخطوات ومضتْ تبحث عن مستقرّ تُعلن من على منبره قصيدتها التي تبوح بأسرار عاشقٍ ينام على وجعٍ ويَفيقُ على حلمٍ ويبقى الأنين ما بين الحلم والوجع يستمر حيناً وحيناً آخر ينتظر فيخبّئ الأوجاع في الأيّام.
هي الأيّام مقيّدة، وكذا الأحلام وقد قيّدتها العيون بأغلال من الأهداب التي أرسلتْ سهامها جنوداً فخرّ الهدف صريعاً خائر القوى يلملم جناحه فلا عين يرتاح في بحرها ولا أمنيات يطير بها وما زال يرسف في القيد مُبحراً محمولاً على كف الانتظار الذي ما ملّه صيفاً ولا شتاءً وبات ينتظر الليل لعلّها تطلّ من عتمته فتبدّدها وتضيء أنجم الحياة بطلّتها التي تنشر في الحلم طيوفاً، أو لعلّها تطلّ مع الصّباح كرذاذٍ يحطّ على وريقاتٍ أتعبها السّهر حتّى بدا الصّباح من نعسٍ غير مدركٍ أيّها الفجر وأيّها وجهكِ.
هي الأمنيات التي يرسلها العاشق على الدّروب التي تبدأ الخُطا والعابرون ينظرون إلى المدى الذي يأخذه إلى ضَياعٍ وجراحاتٍ تشلّ الخطوة وتيبّس الصّوت في الصّدى.
هي الأيّام التي تقف عند حدود الاكتمال وأنت بدر تمّ في وجهكِ وشدو حمام في صبحه، بل أنتِ بحرٌ أزرقٌ اصطبغ ماؤه بلون عينيكِ، وما أجملهما من عينين يتنقل المرء فيهما بين الأزرقين، فكيف للغروب أن يأتي وأيّ غروبٍ وأنت معي؟!

نعيم علي ميّا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار