العدد 9537
الثلاثاء 25 شباط 2020
نقابة الفنانين في سورية كانت على موعدٍ مع انتخاباتٍ لنقيبٍ جديدٍ لها، رافقتها حملات دعم وتأييد لهذا المرشح وذاك، ضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي، وصفحات الفنانين الشخصية..
وبغضّ النظر عن الأسماء المطروحة، سواء أكانت دماءً شابّةً، أم من ذوي الخبرة وأصحاب التجربة العريضة في الدراما والفنّ، كلّ ما نأمله منهجٌ جديدٌ يعيد درامانا إلى السكّة الصحيحة، وإلى مصافِ المراتب الأولى عربياً وعالمياً، تستعيد معه ألقها وحضورها واسمها العريقين، ينهي وجود بعض المتطفلين والدّخلاء عليها، شأنها شأن باقي المهن ومجالات الإبداع، لتبقى متفرّدةً متميّزةً كما عهدناها من قبل.
فما تعرّضت وتتعرّض له درامانا خلال السنوات الأخيرة من تراجعٍ وانحسارٍ على حساب دراما هابطة شوّهت اسمها إلى حدٍّ ما، ولئن شهدنا بعض الطّفرات الدرامية المميزة اتي أعادتنا إلى الشاشة العربية وإلى أذهان من نسيها، فإنّ المهامّ الملقاة على عاتق من يتصدّون للشؤون المهنية والإدارية الفنية كبيرة، وتحتاج أدواتٍ ومهاراتٍ واسعةً، ودعماً مادياً ومعنوياً كبيرين، فالمرحلة القادمة حسّاسةٌ جداً، وإما أن نعتلي الصّدارة أو نتنحّى لفنون ما كان لها اسمٌ يوماً على الخارطة الفنية ولا سواها، ونفسح المجال لمن هبّ ودبّ بأن يفرض نفسه علينا عبر الشاشات سواء المحلية أو العربية.
ولاشكّ أن مهامّ النقيب لا تنحصر بالدراما وحسب، إنما تشمل مختلف الفنون، الغنائية والشعبية والمسرحية ووو، وعليه أن يضطلع بمجمل مسؤولياته تجاهها والسير بها قدماً نحو التميز والتغيير.
لا نريد مجرد شعاراتٍ واهية وطنّانة، نريد أشخاصاً جديرين بحمل هموم الفنّ وأهله، والتصدّي لمسؤولياتهم الوطنية والمجتمعية في بناء الإنسان، وتكريس دور الفنّ كمرآةٍ تعكس الواقع الحياتي والمعيشي للمواطن، لا فنّاً خيالياً أسطورياً بعيداً عن تطلعاته وآماله.
ننتظر الأفعال لا مجرد الأقوال، وكلّنا أملٌ بصحوةٍ جديدةٍ تنعش الفنّ السوري وتحيي عراقته وأصالته، رغم ما يكتنف المرحلة القادمة من تحدّيات وصعوبات، بعد سنوات الحرب العجاف، لكننا قادرون على الإبداع وصناعة الحاضر المشرق الذي يؤسس لغدٍ أكثر إشراقاً، فتبقى الدراما السورية خاصةً والفنّ السوري عامةً أرقاماً صعبة على الخارطة الفنية في كل زمان ومكان.
ريم جبيلي