العدد: 9534
الخميس 20-2-2020
يعدّ مؤتمر التطوير التربوي الذي عقد مؤخراً بالتشاركية ما بين وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي نقطة تحوّل وخطوة صحيحة لرسم المسارات وتوجيه البوصلة في عملية تنمية الموارد البشرية وخطط التطوير وإعادة الإعمار وكانت الأبحاث المقدّمة إلى المؤتمر غاية في الأهمية وزاد في أهميتها النقاشات والحوار البنّاء وورشات العمل التي حملت رؤى تطويرية تناسبت مع شعار المؤتمر (آفاق مستقبلية لتعزيز بناء الإنسان والوطن) وكان للمتابعة التي بدأت من اليوم التالي لختام أعمال المؤتمر ونشر توصياته الأثر البالغ في تحريك عجلة التطوير وتشكّلت غيمة معطاءة وبدأت أمطار الخير تهطل فوق حقلنا التربوي فتزيده نضارة وتنوعاً وخصوبة وبدأت المشروعات تقفز من حبر الأوراق إلى ميادين الواقع كمشروع (استعدوا) الذي يستهدف الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة كما وبدأ قطار التعليم المهني بالمسير في رحلة لتلبية متطلبات سوق العمل ولتغيير نظرة المجتمع بأهمية التعليم المهني ودوره في مرحلة إعادة الإعمار.
واليوم نجد أن وزارة التعليم العالي تتصدر كلاعب أساسي في مسرح الحياة وتظهر بحلة جديدة تشير إلى نهضة تربوية علمية حقيقية وإصلاح مقصود وتنطلق العقول النيّرة والهمم الواعدة بتحليل قدرات المؤسسات المعنية لتطبيق الخطط والاستراتيجيات ثم تصنع البرامج التي تلبي الحاجات وتسدّ الثغرات بما يتناسب مع الواقع لتحويل نقاط الضعيف إلى نقاط قوة سعياً إلى الجودة الشاملة والتنافس العالمي فكانت التحديات الحالية حاضرة على طاولة البحث والتدقيق وبدأت المخططات للحاق بركب الحضارة ومواكبة كفايات القرن الحالي وصولاً إلى التحديات المستقبلية فكانت العناوين الرئيسة والخطوط العريضة للبرامج تتماهى مع ما تمّ تحضيره وتخطيطه لضمان السير في الاتجاه الصحيح تلبية لسوق العمل وإعمار الوطن مهنياً وعلمياً ضمن إرادة حقيقية لتحقيق النموذج الذي نحتاجه.
وكان أبرز العناوين التي تصدرت الأعمال هو (التشاركية) بين الوزارات والمؤسسات المعنية في إعداد وبناء جيل الغد، وكانت الخطط الجديدة للتربية العملية في كلية التربية من بواكير التنسيق والعمل التشاركي الذي يضمن إعداد وتأهيل وتدريب كادر من المعلمين ومن طلاب الدراسات (الدبلوم) ليقوموا بالأدوار الجديدة التي تنتظرهم ليكونوا أكثر التصاقاً بالواقع وأكثر مهارة ومعرفة بالجديد في المناهج وفي طرائق تدريسها كما بدأت ورشات تدريب تخصصية لضمان الشمولية والربط بين الدراسة الأكاديمية وآلية التطبيق.
اليوم أصبح الميدان التربوي يضج بالإنجازات ويزدحم بالنشاطات ويعد بالخير الوفير، وقد تميّزت المرحلة الحالية بالحوار العقلاني الهادئ والتواصل الفعّال والذهنية الحاضرة للقادة التربويين في كلي الطرفين لأن الهدف واحد والغاية ذاتها .فنحن في وزارة التربية نعمل على تنمية مهارات التفكير وبناء عقول قادرة على حل المشكلات وإيجاد الحلول والبدائل عقول لها القدرة على الإبداع والابتكار لخلق مواطن يتمتع بمهارات التواصل والتفكير الناقد واتخاذ القرار والعمل التعاوني مواطن قادر على الانخراط في المجتمع وإكمال مراحله الدراسية فيصل إلى التعليم الجامعي ليصقل خبراته ومهاراته ويطوّر أدواته وقدراته ليعود إلينا من جديد.فيساهم في بناء جيل جديد يمتلك الموهبة والقدرة والكفاءة لصناعة غد مشرق مزدهر فنصون البلاد ونحميها من رياح قد تعصف طمعاً أو حقداً أو غدراً ونحصّن قلعة الصمود والشرف التي حملت رسالة السلام ورسالة الانتصار عبر تاريخها المجيد.
باسم إبراهيم شرمك