العدد : 9532
الثلاثاء : 18 شباط 2020
في القلبِ نبضةٌ أقوى
تلوحُ بملامح الزيتون
تتورد بشقائق النعمان
وتخْلد خلودَ المجد
له من الروح
كل الروح إلا كلها
وهبها دون تقتير أو نقصان
لحظة كرم طائي
لترابٍ عطش
إلى الحياة
فباتَ التراب
يشهقُ السلام
ويزفر الربيع
ويتنفس عمراً
من الخلود
ذاك المُوسُم بالوفاء
الممتطي جيد الضّياء
رحل إلى حيث
النور
مجتازاً سُبُل وطن
ابتلاه البلاء
عن طريق رصاص
أصمَ صوتَ السلام
فجاءهُ على هيئة شفاء
له من الحياة كلها
إلا كلها…
وهبها عن بكرة أبيها
وبقي صفر الروح
لتطفح دنيانا بحياة النعيم
من غدٍ بلا قيود
حتى أخمص العهود
له من الوجود
دوحةً لا تنضب
من الجُود من قناديل
من قصائد
وشمتِ التاريخَ
به ….أيُّ جبارٍ هذا!
أنهكه العشق حدّ الوهن
كيف لا ؟
ومعشوقته
هي وطن
سوّر لها القلب وشغافه
سياجاً وحدوداً
من كل هدبٍ
في عيون الزمن
وكل خفقة
من جنح الأمل
من كل عطر مسافر
في حقائب الرحيل
أو غافٍ في أسرّة
الوعد
من كل جمالٍ
طوّق أعناق الحياة
حتى من سواد الموت
له كل البياض
لأنه الغيث الذي
أنجبَ الرياض
لأنه حرفُ نصرٍ
أعتق القوافي في معلقات
ولأنه كل، ولأنه كل…
إلى أن تنتهي…
ولن تنتهي البنود
راكضٌ في مخيلتي
خلف الوفاء
يعدو وتعدو خلفه
جحافل من الوّد
من الورد
من كل امتنان
أراه في غمزة الفجر
وسنا القمر
وضحكة الطفل
وابتسامة كهلٍ
قالتها الجِباه ..
ويحدث أن يحكي الجبين
كلاما أبلغ مما يسكن الأفواه
لمن يفقه لغةً بلا حروف
ويقرأ خطوطاً
خاويةً من الكلمات
وتاريخا صفحاته
شموخ الجدود
ترشح العظمة من
عظمته شلال لؤلؤ
ويكلل الغارُ رأسَه
أكاليلا من نصره
حتى الثلجُ احتطب
جسدَه ليتدفأ به
وبلادي باتتْ عناقيد
فخارٍ و شرف
تتدلى من عرائشه
إنه أبٌ وأخٌ وابن وزوج
إنه الشهيد الذي
مارس الموت هوايةً
ليملأ فراغات النصر
ليبقى محتماً
ويبقى محققاً
ويكون صاعقاً
تعزفه أناقة الردود
نرجس عمران