القصة والشعر في ثقافي بانياس

العدد : 9532

الثلاثاء : 18 شباط 2020

 

أقام منتدى بانياس الثقافي ظهرية شعرية قصصية في ثقافي بانياس وكانت البداية مع الروائية فائزة داوود بقصة بعنوان معرض منتصف نيسان تحكي فيها عن ليلى التي كانت تصر على إبقاء مسافة بينها وبين بقعة تقول أنها ما تبقى لها من ذلك العالم وتقع في أعلى تلة جبلية بين وادي الجنة ووادي البركة وقد جاء إصرارها هذا بعد عدة احتراقات وهي أن تبتعد إلى مكان تتخيله ساحراً كما أنها أخذت جانب الحذر فلا تقيم علاقات مع أشخاص شوهوا عوالمها المدهشة إلا أن هذا القرار تهاوى عندما دعاها صديقها حسان لزيارة معرض للنباتات الطبية والعطرية يقام في مبنى حكومي يقع في أعلى تلة في بقعة من بقعتها الحلمية تلك ووعدته بالحضور لكن دون الاشتراك في حفل الافتتاح عندئذ حدثها عن تفرد تلك البقعة ببكورة طبيعتها وطيبة أهلها الذين يجمعون النباتات الطبية والعطرية في النصف الأول من شهر نيسان كي يقام هذا المعرض الفريد بنباتاته، وكان لارتفاع البقعة المسطحة أثراً طيباً في نفس ليلى وكانت البقعة لا تتسع سوى لطاولة وكرسيين ادعى حسان أنها من صنعه وصدقته طبعاً وقبل أن ينتهيا من الطعام أخبرها حسان أنه عليه الذهاب إلى المعرض ليلقي نظرة على طريقة عرض الأعشاب قبل الافتتاح وهي تستطيع البقاء في مكانها حتى يرسل لها سيارة تقلها إلى المعرض وهنا رأت ليلى أن لديها فرصة لاكتشاف المكان الذي قال عنه صديقها إنها جنة لم تدنسها بعض أقدام المستثمرين، بدأت ليلى بالتجول بين أشجار التلة على الرغم من تحذير امرأة متوسطة في العمر من الأفاعي والعقارب وبعض الزواحف السامة التي تختص بها التلة وعندما لاحظت عدم اكتراث ليلى قالت وستكونين محظوظة إن خرجتِ من التلة بساقين سليمتين ذلك لأن أرواح الأولياء الصالحين تأتي كي تستريح في هذه التلة، اقشعر جسد ليلى وسألتها عن مكان تواجدهم فأجابت ليس من السهل معرفة مكانهم لكن من المؤكد أنهم لا يرحبون بوجود امرأة مكشوفة الساقين إلى فوق الركبة، وكيف سأعرف مكان وجودهم أجابت ستهب عليك نسمات لطيفة تفوح منها رائحة البخور إذا سأسير عكس الجهة التي تفوح منها رائحة البخور وحين ابتعدت ليلى قالت لها امرأة أنها غير مسؤولة عن اختفائها أو عودتها بساقين من جذوع الشجر، كانت ستعود إلى المكان الذي تركها فيه حسان لولا صوت قال لها تابعي جولتك كوني مجنونة حين يتاح لك فانتزعت حذائها الأبيض وكانت قدماها تغوصان في الوحل تعلق عليهما أوراق الأشجار اليابسة والديدان وتشعر أحياناً أنها ستغرق في بحيرة عميقة من الأوراق ومتساقطات الأشجار تتأوه من الألم حين ترتطم بإحدى قدميها صخرة تغطيها الأوراق تفتح منخيرها وتبحث عن رائحة البخور، تتخيل ما يحدث في افتتاح المعرض وكيف يقوم حسان بشرح فوائد النباتات للمسؤولين كل على حدة، وفجأة تأتي رائحة البخور تحاول معرفة جهة الرائحة دون جدوى الرائحة تهب من كل الجهات كانت كراقص المولوية تدور حول نفسها دون توقف تطلب من الأولياء الصالحين أن يسامحوها وتشعر أنها عاجزة عن التحكم بجسدها تغيب عن الوعي لبعض الوقت تشعر بيد تضربها على خدها ثم تسمع صوتاً يحمد الله على تلطفه بها تفتح عينيها ترى صديقها حسان أمامها تنظر حولها ترى العين والشلالات وحارسة التلة تحاول تحريك ساقيها فلا تستطيع تتساءل ما اذا كان الوقت الذي غابت فيه عن الوعي كافياً لاستبدالهما بجذعين من الخشب.
كما ألقى الشاعر محمد يوسف مجموعة من القصائد الغزلية روعة الحب، لوعة الفراق وأخرى في امتزاج الحب مع الطبيعة ورأى في هذه الظهريات محاولات جميلة تغني الحركة الأدبية وتشجع الشباب على المشاركة وأكد أن قلة الحضور مشكلة نعاني منها جميعاً ولعل الاستمرار في هذه الفعاليات يزيد من الحضور ويشجعهم ومن قصيدة فراق اخترنا
موت القلوب على الأرواح أقساه إن مات حبك قل للروح تنعاه
ياقلب صبراً فكيف الروح شاردة كيف القلوب ستنسى من ألفناه
وكيف نامت عيون بعد فرقتها. كيف العيون ستنسى من عشقناه
لا يهنأ العيش والعشاق قد بعدوا إن الزمان بقرب الحب أحلاه

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار