العدد: 9529
الخميس 13-2-2020
تعد تربية دودة الحرير من الأنشطة الهامة التي مارسها الفلاح السوري منذ القديم وذلك بالاستفادة من توافر كافة الشروط المناسبة لهذا النشاط ولاسيما المتعلقة بالجدوى الاقتصادية الجيدة وتوفر ظروف التسويق المناسبة ولاسيما من قبل الحرفيين السوريين الذين أبدعوا في تصنيع هذه المادة ووصلوا باسم سورية فيها إلى مستوى العالمية إلا أن هذه التربية شهدت تراجعاً في فترة من الفترات وذلك نتيجة لجملة من الظروف المحيطة بها وهو ما دفع وزارة الزراعة لإطلاق مشروع لإعادة تنشيطها من جديد وهو المشروع الذي حدثنا عنه الدكتور إياد محمد رئيس دائرة وقاية المزروعات في مديرية زراعة اللاذقية يقول د. محمد بأن بداية مشروع إعادة إحياء دودة الحرير بدأت في عام 2017 بشكل نظامي وقد كانت هذه البداية معتمدة على ما هو متاح محلياً لاسيما مع منع توريد بيوض الحرير إلينا نتيجة للحصار الاقتصادي الظالم المفروض على القطر مشيراً إلى أن البداية كانت من خلال الحصول على 35 علبة من علب بيوض دودة الحرير وفي كل منها 20 ألف بيضة تم تفقيسها في غرف خاصة و معزولة ضمن شروط حرارة وإضاءة محددة وقد تم توزيع تلك البيوض على نحو 27/مربياً ليصل انتاجها إلى نحو 500 كيلو غرام من الشرانق حيث قمنا بتصنيع 6 دواليب خشبية يدوية لحل الشرانق وأقمنا دورة تدريبية لحل الشرانق واستخراج خيوط الحرير بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية شارك فيها عدد من المدربين وتم توزيع الدواليب على مناطق تربية الدودة مجاناً.
أما في 2018 فقد أنتجنا 34 علبة بيض قمنا بتفقيسها وتربية اليرقات في الجيلين الأول والثاني ضمن شروط خاصة ثم وزعناها على المربين مجاناً في بداية الطور الثالث مع متابعة التربية عندهم حيث وصل انتاجهم إلى 1500 كغ من الشرانق حيث أن كل 5 كغ من الشرانق تعطي 1 كغ من الحرير، ودعمنا المربين على إنتاجهم بواقع 2000 ليرة سورية لكل كيلو غرام منتج وأقمنا دورة تدريبية لهم بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية كما واستوردت الوزارة آلة كهربائية لحل الشرانق من الصين وتم وضعها في الهنادي حيث قام الخبراء الصينيون بتدريب الكادر السوري على كيفية استخدامها الذي يمكّن من توحيد سماكة الخيط المطلوب في صناعة الأنسجة والتي تتطلب نموذجاً موحداً من الخيوط.
وأضاف د. محمد إلى هذه الأنشطة ما تعلق بزراعة نحو 13 دونماً من أشجار التوت الذي يعد الغذاء الوحيد ليرقات الحرير وتم تركيب شبكة ري بالتنقيط لري هذه المساحة وكل ذلك ضمن إطار مشروع إحياء تربية دودة الحرير العريقة في سورية التي كانت تتبوأ المرتبة الخامسة في إنتاج خيوطها هذه الصناعة التي عرف بها الطريق الممتد من الصين إلى أوروبا عبر سورية التي ارتبط باسمها الكثير من المنتجات التي تعتمد على الحرير الطبيعي مثل البروكار والمقصب وغيرها من الأنواع التي جاءت بها حرفية السوريين وباتت معروفة باسم بلدهم في مختلف أنحاء العالم.
نعمان أصلان