العدد: 9529
الخميس 13-2-2020
في مجلس الطبيعة، يمتطي شباط جنح الزمن ويرتدى الشيخ الوقور عباءته البيضاء، بين الاثني عشر شهراً، استعار من كانون بعض السمعة وحلّ عنه حبل الرباط، ابيّضت ذقنه، وتجسّر الثلج على السفوح، وزار من دون مراسم الوديان، تزفّه الطبيعة عريساً لأمّها الشمس، التي لن تحجب ضوءها غمامتُه، وقبل أن يخلع الكهل عمامته، وقبل أن تسقط البتلة عن ذر الوردة، لن يستفيق اليراع من بياته الشتوي، أو نستمزج الصيف من روح نسمة، حتى وإن أوقف هديره آذار، يظهر شباط في برده عذره ولا يكشف سرّه، كيف يخطف العجائز في غمرة الموت، ويدفّئ قلوب القطط!.
أخذ من السعود الأربعة (ذابح) وفيه (ما بضل كلب إلا نابح)، و(بلع) وجزءاً من سعد السعود، فأبو السعود ذبح ناقته واختبأ في جوفها وبلع من لحمها، ولم يستسلم لدورة الزمن إلّا في (سعد الخبايا بتطلع الحيايا وبتتمشى الصبايا).
خديجة معلا