وقـال البحــــــر…برامج التنمية الإدارية

العدد: 9528

الأربعاء: 12 شباط 2020

 

 تكثر التساؤلات الواصلة إلى حد الشك في جدوى برامج التنمية الإدارية ومدى فاعليتها في زيادة قدرات المؤسسات وتقوية مركزها التنافسي وتحقيق أهدافها وتغيير السلوكيات الإدارية فيها في ظل المتغيرات الراهنة وظروف السوق، وتُعرف التنمية الإدارية بأنها المحاولة التي تهدف إلى تنمية ورفع الأداء الحالي والمستقبلي للمدير بشكل خاص وذلك من خلال رفده وتزويده بالمعارف والمهارات اللازمة لأداء واجباته الوظيفية وتغيير السلوكيات والاتجاهات بما يحقق الفعالية الملحوظة في الأداء والإنجاز.
حدد خبراء التنمية الإدارية والموارد البشرية من خلال الخبرات العلمية جملة من الأسباب التي تؤدي إلى فشل برامج التنمية الإدارية في تحقيق أهدافها وإضافة قيمة في استراتيجيات المؤسسات وتتلخص تلك الأسباب فيما يلي:
* عدم تكامل برامج التنمية وارتباطها بالتحديد مع الاستراتيجيات والتحديات والمشكلات التي تتعرض لها المؤسسة.
* يتم تصميم برامج التنمية الإدارية لإحداث نوع من الوعي والفهم للمعارف والمهارات الإدارية والإشرافية أكثر من بناء الكفاءة والقدرة على الأداء الفعلي لمتطلبات الوظيفة الإدارية.
* تركيز البرامج على الشخص أكثر من تركيزها على المؤسسة ككل، وفي هذه الحالة سيعود الشخص المشارك في البرنامج ولديه فرصة ضئيلة لتطبيق مجمل المهارات الجديدة التي تعلمها.
* يقوم جزء ممن يشارك في برامج التنمية الإدارية بالحضور لأسباب لا تتعلق بالحاجة الشخصية أو المؤسسية لهذا التدريب بل لأسباب أخرى بعيدة كل البعد عن ذلك.
* فشل عدد من البرامج بحد ذاتها في مساعدة المشاركين فعلياً لمواجهة الواقع العملي، ومن هذا المنطلق فهذه البرامج لا تضيف قيمة للمؤسسات كون المادة التدريبية المناقشة بعيدة عن واقعها الملموس.
من الواضح أنه حتى تتحقق الفاعلية من برامج التنمية الإدارية وتؤدي دورها في زيادة فاعلية المؤسسات وقدراتها التنافسية من خلال تكامل وتفاعل خطط واستراتيجيات المؤسسة في هذه البرامج، فإن البديل الفعال لذلك هو التركيز على فاعلية المؤسسة وكيفية تطويرها عن طريق تحليل قدرات المؤسسة لتطبيق الاستراتيجيات بالتعامل مع التحديات التي تواجهها، ثم من بعد ذلك يتم تصميم واختيار برامج التنمية الإدارية التي تسد حاجة المؤسسة وتحول نقاط الضعف إلى نقاط قوة وقدرة تنافسية وزيادة فاعلية، وتتطلب زيادة فاعلية هذه البرامج تحليل التحديات التي تواجه المؤسسة حالياً ومستقبلاً لتحديد المهارات والمعارف التي تحتاجها الأمر الذي يؤدي إلى رسم الخطوط العريضة لمحتويات البرامج وربطها بالرؤية المستقبلية للمؤسسة بدقة محددة.
يعتبر من الضروري تطوير دور إدارات التنمية الإدارية والموارد البشرية وتفعيل برامجها للوصول إلى النموذج الحديث للتنمية الإدارية الذي يتمحور بالآتي:
* التركيز الأساسي على فاعلية المؤسسات والإدارات التابعة لها.
* تحديد متطلبات العمل والكفاءة المطلوبة لمواجهة التحديات والصعوبات، وتحليل موقف المؤسسة.
* الحاجة إلى المدير البارع والخبير في فن التعامل مع شتى الموضوعات الاستراتيجية والتكتيكية على حد سواء.
* الحضور والمشاركة ببرامج التنمية الإدارية في إطار فرق ومجموعات عمل إدارية.
* وجود نظام متابعة فعال لقياس فاعلية هذه البرامج ومدى مساهمتها في تحقيق أهداف المؤسسة.

د. بشار عيسى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار