العـــــدد 9526
الاثنيــــــــــن 10 شــــــباط 2020
كثرت الأقاويل والحكايات غير الرسمية التي ترافقت عن موضوع ظهور آثار في مبنى نقابة المهندسين في الكورنيش الغربي قرب جمعية المعلوماتية، وفيما يلي التقرير الرسمي من قبل دائرة الآثار بعد قيامها بالتدقيق بهذا الشأن، يطلعنا عليه المهندس إبراهيم خيربيك رئيس دائرة آثار اللاذقية الذي قال: حول البقايا الأثرية في بناء نقابة المهندسين قامت مديرية الآثار بأخذ الاستشارات العلمية من أصحاب الخبرة والشأن حتى من خارج مديرية الآثار واعتمدت على رأيهم وقد أكدوا النتيجة نفسها التي توصلوا إليها حيث تم الاعتماد على تقرير أعمال التنقيب الطارئ ومحضر اجتماع لجنة الخبرة الفنية والعلمية وهي لجنة موسعة تضم عشرة باحثين من الخبراء والمختصين في علم الآثار واستشارة عالم الآثار الهنغاري الأستاذ الدكتور مايور بالاج رئيس البعثة الأثرية الهنغارية في قلعة المرقب ونائب عميد كلية الآثار في هنغاريا الذي زار اللاذقية قبل أيام وشاهد المكان برفقة أعضاء البعثة الأستاذ الدكتور لورانت فاش والدكتورة الباحثة جوفي مارك واستشارة الدكتور جمال حيدر الذي أبدى رأيه حول معالجة وضع العقار حسب خبرته الطويلة في معالجة حالات مشابهة وهو مدير آثار اللاذقية السابق لفترة طويلة تقارب 20 عاماً حسب ما جاء بكتابه بالإضافة لخبراء ودكاترة مخبر الجيوفيزياء في قسم الجيولوجيا بجامعة تشرين حول تحليل نوعية الصخر الرملي الطري وأخيراً الرأي النهائي وقرار المديرية العامة للآثار والمتاحف بدمشق والتي تضم خيرة المنقبين وخبراء الآثار في سورية حيث إنه يحد العقار من الغرب الكورنيش الغربي ويجاوره ثلاثة أبنية طابقية وبرجية حديثة من الجهات الثلاث ويقع العقار خارج حدود المدينة القديمة وهو غير مسجل أثرياً، وحسب تقرير أعمال التنقيب العلمي الطارئ ومحضر اجتماع لجنة الخبرة الفنية والعلمية الموسعة حيث تبين وجود أرض صخرية رملية محفورة على شكل بقايا مقالع تركت بها جدران صخرية منحوتة غير مبنية بنتيجة حفر الصخر وإن وجود آثار مرئية واضحة لتقطيع الحجارة في الجدران وبشكل منتظم يدل على أن المنطقة قد استخدمت مقلعا للحجارة ثم وظف الموقع لأغراض أخرى كمستودعات وعنابر ومخازن للبضائع وحتى الفترات الحديثة وخاصة أنه يقع بالقرب من البحر ووجود خزان المياه يلبي متطلبات عمل تقطيع الحجارة. وأثناء أعمال التنقيب تبين عدم وجود أي سويات أثرية أو طبقات سكنية فيه هي فقط مجموعة من الردميات غطت الموقع بشكل كامل حيث كانت تحتوي على بقايا من أكياس نايلون، كما ويؤكد لنا بعض المسنين في المنطقة بأن الموقع كان يظهر للعامة قديما لكنه غطي فيما بعد أثناء التوسع العمراني وتوسع المرفأ وشق الطرق المجاورة. ولم نعثر في الموقع على أي لقى أثرية سوى بعض الكسر الفخارية وأجزاء من قوارير مكسرة ضمن الردميات الموجودة التي تغطي الموقع حسب التوثيق والرسم والمشاهدة أن هذه الجدران المنحوتة بالصخر لا تحوي أي زخارف نباتية أو هندسية أو كتابات أو أي شيء آخر، والأرضيات هي من الصخر الرملي ولا توجد أي أسقف لها بالإضافة لوجود امتدادات لهذه الجدران من الجهة الشرقية تمت إزالتها أثناء الحفر لإنشاء مبنى جمعية المعلوماتية قبل 10 سنوات تقريباً حيث يظهر بشكل واضح جزء مهدوم بطول 10أمتار من القسم المزال منها كما نود الإشارة إلى وجود امتدادات في اتجاهات أخرى تحت الأبنية المجاورة قد تمت إزالتها أيضاً أثناء الحفر من أجل التأسيس سابقاً. إن هذا الموقع لا يحمل قيمة أثرية هامة ولأنه يظهر بشكل متكرر في التنقيبات في المدينة وعلى الساحل السوري في العديد من المقالع في جبلة والشقيفات ورأس ابن هاني ورأس البسيط وغيرها وفي الجبال أيضاً والحقيقة بكافة المدن السورية مثل هذه المقالع ومنها ما استخدم كالخزانات أو المستودعات وأيضاً مئات المدافن الكبيرة والعائلية أو المقالع الحجرية أو الأعمدة والتيجان وغيرها وذلك بنتيجة تطور النشاط العمراني في المدينة وكانت المعالجة دائماً تكون في رسم وتوثيق البقايا الأثرية الثابتة ونقل الآثار غير الثابتة مثل التوابيت والأعمدة والتيجان والأواني الفخارية وغيرها إلى المتحف الوطني ثم تتم متابعة أعمال التشييد والبناء بعد أن تمت أعمال الرسم والتوثيق والتصوير من قبل شعبة التنقيب.
مهى الشريقي