حلج وتسويق الأقطان نافذة تسويقية للذهب الأبيض الى العالم الخارجي.. سليمان: الحصــــار والعقوبـــات تســـببا بعرقـــلة عـــمل المؤسســـة التصديري
العـــــدد 9524
الخميس 6 شــــــباط 2020
يعتبر القطن واحداً من نباتات الألياف البذرية الطبيعية ، وهو أهمها وأكثرها انتشاراً وأليافه أكثرها استعمالاً، ويعد القطن من النباتات القليـلة المتعددة الفوائد فبذوره ينمو عليها الشعر الطويل منه صالح للغزل والقصير مصدراً مهماً للسيللوز النقي الذي يدخل في صناعات عدة منها صناعة الحرير الصناعي، وبعد عصر البذور ينتج الزيت والكسبة وهما مصدران رئيسيان لغذاء الإنسان والحيوان حيث أن المادة الزلالية (الأزوت) يمكن الاستفادة منها في صناعة الصوف الصناعي وعليه لم يعد القطن محصولاً كسائياً فقط بل أصبح محصولاً كسائياً غذائياً لا غنى عن منتجاته للإنسان والحيوان.
وتشتهر سورية بزراعة القطن (الذهب الأبيض) منذ قرون حيث انتشرت زراعته بشكل كبير في معظم مناطق الجمهورية العربية السورية وذلك لخصوبة أراضيها وغزارة مياههـا اللازمة لسقاية المحصول الأمر الذي جعله محصولاً استراتيجياً بسبب نوعيته وجودته وكثرة الطلب عليه عالمياً حيث يتمتع بالعديد من الميزات والصفات التي تشجع المشترين العالمين على شرائه من حيث الرتبة وطول التيلة والانتظام والمتانة والاستطالة والنعومة والنضج والعقد والرطوبة حيث بلغ إنتاج القطر في عام من الأعوام حولي المليون طن تقريباً.
وتقوم المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان المحدثة بموجب المرسوم التشريعي رقم /106/ تاريخ 8/6/1965 بتنظيم عملية استلام الأقطان من الإخوة الفلاحين تخزينها ومن ثم بيعها وتسـويقها محلياً أو خارجياً وذلك عبر محالجها ومنشآتها التابعة لها في معظم المحافظات وفــرع الأقطان في اللاذقية يعد أحد بواباتها الرئيسية التصديرية لمادة القطن المحلوج الى العالم الخارجي.
مدير فرع المؤسسة باللاذقية عزام سليمان قال للوحدة إن فرع المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان في اللاذقية وفي الظروف المثالية للتصدير يقوم باستلام الأقطان المحلوجة الواردة من المحالج وتخزينها في مستودعات المؤسسـة بعد تعدادها ومراقبتها ليصار إلى ترحيلها إلى ساحات المرفأ بواسطة آليات الفرع ومن ثم تعبئتها بالحوايا المخصصة لذلك وحسب مواعيد الشحن المحددة للخارج أو إرسال هذه الأقطان مباشرة وهي على ظهر السيارات الشاحنة إلى المرفأ لتعبئتها بالحوايا وإعدادها للشحن بعد أن يتم استلامها أصولاً، وأن ذلك يتم بعد تلقي تعليمات الشحن من الإدارة العامة مديرية التسـويق، بناء على تعليمات الوكيل الراغب في شحن البضاعة يتم تنظيم برامج الشحن اللازمة وفقاً لتعليمات الشحن وحسب الخطوط الملاحية المختلفة التي يحددها الوكيل في متن تعليماته وحســب المقاصد النهائية لهذه الأٌقطان إلى مرافئ العالم المختلفة، موضحاً أنه ونتيجة للأوضاع الراهنة والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وتعرض معظم محالج المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان للسلب والنهب والسرقة والتخريب والتدمير الممنهج على أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة أدى إلى خروج معظمهـا عن النشاط الوظيفي المتمثل بعملية استلام الأٌقطان المحبوبة وحلجها.
وأشار سليمان إلى أن ظروف الحصار الاقتصادي والعقوبات الاقتصادية والمالية الجائرة المفروضة على المؤسسة والمصارف العاملة تسببت بعرقلة عمل المؤسسة من الناحية التصديرية والتي اتجهت بدورها لتسويق محصولها من الأٌقطان إلى أسواق الاستهلاك المحلي (شركات الغزل والنسيج)، وأنه مع عودة الأمن والأمان تدريجياً بفضل انتصارات جيشنا الباسل بدأت المؤسسة تستعيد عافيتها ونشاطها وحيويتها بدأت عجلة الإنتاج بالدوران وبدأت بعض محالجنا نسمع ضجيج آلاتها لتستفيد بذلك المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان ألقها ووهجها من جديد حيث بلغت الكميات المستعملة من الأقطان المحبوبة لغاية تاريخ 26/1/2020 نحو 71075 طناً، مؤكداً أنه ونتيجة للأوضاع السابقة قامت المؤسسة العامة لحلج وتسـويق الأقطان (فرع اللاذقية) بوضع مســتودعاتها العائدة لها والكائنة في منطقة المستودعات قرب المرفأ بالاستثمار من خلال تأجيرها لأصحاب الفعاليات الاقتصادية الخاصة حيث يبلغ عدد المستودعات (10) مستودعات بهدف الحصول على عوائـد وريعية للمؤسسة وتعزيز رقم الأرباح المتحصل للمؤسسة حيث بلغ بدل الإيجـار الشهري لكل مستودع من المستودعات هذا العام مبلغ مقداره (560000) ليرة أي ما يعادل (6720000) ليرة سنوياً وما يقارب (67200000) ليرة حصيلة الاستثمار في الــ (10) مستودعات.
ولفت سليمان إلى أن الصعوبات لم تمنع المؤسسة من متابعة تحسين وضع العمال حيث قامت وعلى مدار السنوات الماضية بمنح العاملين الألبسة العمالية من كسوة شتوية وصيفية إضافة إلى تقديم الألبسة الوقائية الخاصة وكافة وسائل مواد الوقاية الأخرى التي تتطلبها طبيعة المهنة والتي تساعد العامل في تأدية الوظائف المكلف بها للحيلولة دون إصابته بالأخطار التي تسببها وذلك بشكل دوري، وأن كتلة الحوافز النقدية الموزعة على العاملين للموسم الماضي بلغت (557541) ليرة وأن قيمة المكافآت التشجيعية بلغت (220000) ليرة، الأمر الذي رفع من الروح المعنوية لدى الطبقة العاملة و زاد من رغبتهم بعودة العمل من جديد إلى فرع الأقطان واستعدادهم لبذل كل الجهود والطاقات الممكنة لدفع المؤسسة قدماً نحو الأمام.
ربوع إبراهيم