التراث الغنائي.. نهض من الواقع واستمر

العدد: 9520

الاحد: 2-2-2020

 

أقام المركز الثقافي العربي في مدينة بانياس محاضرة بعنوان التراث الغنائي ألقاها الأستاذ حسن إسماعيل تحدث فيها عن التراث الغنائي والتراث الفني بالإضافة للأغاني الشعبية القديمة مع الدبكات المرتبطة وهي الدبكات البطيئة والمتوسطة والسريعة، حيث يوجد أناس من الذكور والإناث متخصصين بالغناء في الأعراس على الرغم من عدم وجود آلات في الماضي باستثناء وجود الطبل فقط لذلك لم توجد فواصل موسيقية في الأغنية الشعبية كما أنها تمتاز بمرونتها حيث يمكن غنائها بأكثر من إيقاع وسميت شعبية لأنها كانت محفوظة من الشعب كله ولتكون الأغنية شعبية هناك شروط يجب أن تتوفر بها وهي ألا يكون لها مؤلف ولا تاريخ تأليف ولا ملحن ولا حتى فواصل موسيقية بل هي كلٌ متكامل كلمةً ولحناً وإيقاعات مرتبطة بدبكات شعبية، وأضاف: هناك أغان موجودة منذ آلاف السنين على سبيل المثال الزلف وكلمة زلف هي كلمة آرامية ومعناها الملون والمزركش وكان العرب القدامى عندما يحتفلون برأس السنة العربية والذي كان يصادف الأول من نيسان يلبسون عشتار آلهة الحب والجمال ثوباً مزركشاً وملوناً لكل الألوان ويذهبون إلى جبل صيدون ليحتفلوا بهذه المناسبة لمدة عشرة أيام وهذا ما يسمى بعيد الرابع أو عيد النيروز فيما يطلق عليه في مصر عيد شم النسيم كما سمي سابقاً بالزلف عند الآراميين والكنعانيين، وعن معاني بعض الأغاني قال (عاللالا) تعني على الله وكانت عالمولى المولى مناشدة من نساء الشهداء لمساعدتهم من الوالي لذلك كانوا يغنون عالمولى، أيضاً يا مشمل وهي أغنية الحواصيد للصبايا اللواتي يشملن الزرع خلف الحواصيد، أما أغنية ليا وليا فكانت مرتبطة بفتاة في سن العشرين، وهكذا حتى وصل عدد الأغاني الشعبية إلى حوالي ثلاثين أغنية معروفة وأكد أن هذه الأغاني كانت تحمل بين طيات كلماتها فكرة أو حكمة أو مقولة ولا يجوز أن تكون مجرد صف كلام، و من الغناء بالإضافة للغناء الشعبي يوجد الزجل، المعنى، القرادي، الشعر المحكي أيضواً الحواريات الغنائية التي تسمى فرّوقات وغالباً ما تتحدث عن حالات صراع خفيف بين الذكر والأنثى وهناك فرّوقات أحادية الغرض تحكي حكاية محلية عن حدث ما مع شخص ما في مكان ما وهذه تكون مؤثرة في منطقة حدوث القصة فقط ، وأشار بعدها أن هذه الأغاني كانت تردد أثناء العمل أيضاً (الحصاد، الفلاحة، دراسة القمح، نبر الزيتون، قطاف ثمار العنب والتين، الحطب و الرعي) ومن المؤكد أن فرح الناس وأعمالهم بمواسم جيدة كان دافعاً أساسياً في ترديد تلك الأغاني خاصة وأن الأكلات الشعبية القديمة كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمواسم التي يزرعها الناس في الريف مثل البرغل، القمحية، جريش الذرة البيضاء، الخبز، الفطائر بأنواعها، مشتقات الحليب واللحم وما تعطينا إياه الطبيعة من أعشاب غذائية ودوائية.

رنا ياسين غانم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار