العــــــــــــــدد 9514
الخميس 23 كانون الثاني 2019
ألقى المحامي والكاتب الصحفي محمد الخطيب في المركز الثقافي العربي في جبلة محاضرة بعنوان (المدن الأثرية المنسية في ذاكرة التراث العالمي) ذكر فيها أن المدن المنسية في سورية ونظراً لما تضم من مواقع أثرية فريدة على المستوى العالمي دخلت قائمة التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم اليونسكو عام 2011 حيث أطلق على تلك المواقع عدة تسميات منها تسمية المنتزهات الأثرية في شمال سورية، وهي تمتد من أفاميا إلى حلب وحتى منطقة جبل الزاوية أي ضمن ثلاث محافظات سورية: حماة وحلب وإدلب.
وبيّن المحاضر أن تسمية المدن المنسية هنا لا تعني الإهمال بأي شكل من الأشكال بل الهجر الطويل لتلك المواقع من قبل سكانها خلال الفترة الممتدة بين القرنين الأول والسابع الميلادي نتيجة الحروب والزلازل آنذاك.
وتضم تلك المدن الأثرية ثمانية تجمعات أثرية وهي ثلاثة تجمعات في محافظة حلب و خمسة تجمعات في محافظة إدلب، وحسب تقدير علماء الآثار فإن عدد المدن في تلك التجمعات يزيد عن 800 مدينة وقرية أثرية غنية بالتراث والمعالم التاريخية والتي تعكس التقدم العمراني الكبير والخبرة التراكمية الكبيرة للسوريين، كما تقدم نماذج لحضارات فريدة تعاقبت عليها المنطقة وهي ذات تصنيف عالمي بعد إدراجها على لائحة التراث العالمي.
كما أشار المحاضر إلى أن تلك المدن المنسية بلغت أوج ازدهارها في الفترة الممتدة بين القرنين الرابع والقرن السابع الميلادي حيث شهدت نهضةً عمرانيةً واسعةً بدءاً من تصميم الكنائس ووجائب المباني الدينية وأسلوب بنائها وزخرفتها مما استقطبت أعداداً كبيرة من الزوار والحجاج.
ومن أهم الكنائس في هذه المواقع كنيسة (قلب اللوزة) وهي من أقدم الكنائس على وجه الأرض ومازالت تحتفظ بشكلها العمراني وعناصرها الزخرفية، إضافةً إلى كنيسة سمعان العمودي.
ولاقت العمارة الجنائزية اهتماما كبيراً فيما يتعلق بالمخططات والزخرفة وهناك مدافن هرمية وحمامات مازالت بحالة معمارية جيدة.
وختم المحاضر محاضرته بالتأكيد على ضرورة الترويج لهذه المدن المنسية الأثرية في ذاكرة التراث العالمي.
ازدهار علي