ابتعـــــــــــــدي عــــــــــن المقــــــــارنات…

العدد: 9507

الثلاثاء:14-1-2020

 

تتعجب لأمرها وهي التي اختارته شريكاً في حياتها فكان نصيبها وبختها، وما إن تمر الأيام والسنوات حتى تجد غيره قد نال من إعجابها بشخصيته أو نفسيته ورجاحة عقله وقوة صدقه وصبره أو تواضعه وفكاهته ولمة الفتيات حوله، وما إن تدخل عتبة بيتها وترى وجه زوجها تبدأ المشاحنات والمزايدات لتطلع الظاهر و(المستخبي) عنده وتمهر آخر كلامها (فلان ليس كمثلك، يا ريتك متل فلان، ليش ما بتكون متل جارنا..) عندها تكون قد وقعت الواقعة.
السيد جمال العشي، علم اجتماع أشار لنا إلى بعض النصائح لتلك المرأة التي تقارن زوجها بغيره من الرجال فقال: ليتها ترضى بما ارتضت لنفسها، فالرضا والقناعة بما كل منا عليه من أهم نجاح الشراكات ومنها الزوجية، والمرأة التي تستمر بمقارنة رجلها بزميلها أو زوج أختها أو قريبتها وجارتها لهو أمر خاطئ ورهيب وفيه الكثير من الإهانة والتجريح، فتزيد في مشاكل بيتها وتتدهور مجريات وأوصال الحياة بينهما، وقد تزيد الطينة بلة ويحصل الانفصال.
إن مقارنته بغيره من الرجال يخلق فجوة بينهما ويباعد في المسافات ليرى غيرها كما هي فعلت، كما أنها ترى عيوب زوجها وتتصدر واجهتها ولا ترى عيوب الآخرين التي طغت عليها المظاهر الكاذبة لتنخدع بسهولة برجال يتجملون ويدعون الحضارة والعصرنة بعيداً عما يطوونه في أنفسهم من تجاعيد، وأيضاً تطلعها على حياة الآخرين ورفع الحجاب عن أمورهم يدفعها لأن تكون خارج سرب زوجها فلا تعيش الهدوء وراحة البال لتكون في أمورهم بانشغال، فتنعدم السعادة مع زوجها إذ لم تعد ترى فيه غير العيوب .والنصيحة الكبرى لهذه المرأة أن تبتعد عن تلك المقارنات، وترضى بما عليه زوجها من مزايا وحسنات وتتجاهل السيئات، وتتذكر كل وقت طيب هو فيه لتعيش بسعادة لا تجدها في غيرها من النساء، فالقناعة كنز لا يفنى.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار