قيــادة الــزواج.. فــن وذوق وأخــلاق

العـــــدد 9506

الإثنــــين 13 كانون الثاني 2020

لا تخلو أي رحلة زوجية من مضائق وخلجان ولكن الطامة الكبرى تحدث عندما يمر الزواج عبر مثلث برمودا، الأمر ببساطة أن بعض المضائق أكثر صعوبة من بعضها الآخر ولعل أحداً من المتزوجين غير قادر على الإفلات من تلك اللحظات الصعبة كأن تضبط الزوجة زوجها يبحلق في امرأة أخرى في أثناء سيرهما في السوق، فتنفجر فيه تاركة كل قواعد اللياقة لتجعل من الأمر فضيحة وفي يوم آخر يتناطح الزوجان إثر خلافهما على كيفية إنفاق المال الذي حصلا عليه والأمثلة عديدة.
ومن البديهي إنه بعد كل لحظة من هذه اللحظات العصيبة يقرر الطرفان أو أحدهما على الأقل أن من الضروري تلطيف الجو وأن تطلب الأمر أن يأتي على نفسه قليلاً.
لكن بعض المضائق تبتلع عابريها هكذا تفعل اللحظات العصيبة عندما تتفاقم فتتحول إلى معركة غير قابلة للحسم بين الغباء والعناد يقال في قيادة السيارة إنها فن وذوق وأخلاق فما بالك في قيادة الرحلة الزوجية لاشك في أنها تتطلب أكثر من ذلك.
الخلاف الزوجي ليس مصارعة حرة والضرب تحت الحزام لا يليق بعلاقة وجدت لتبقى إلى الأبد.
فما تلك القواعد التي يتعين احترامها عند مرور الزوجين في مضيق ما أولى القواعد هي قاعدة الاحترام.
يمكنك الاختلاف مع الآخر واتهامه بأي شيء لكن ليس من اللائق أن يتم تقديم لائحة الاتهام في سياق من الإهانة والحط من القيمة والاستهزاء.
ومن القواعد أيضاً احترام كينونة الآخر، فالارتباط لا يعني إعادة صياغة الآخر وفق مقاييس جديدة إن الخلق من شأن الخالق وكذلك إعادة الخلق والزوج ليس من مهمته صنع قالب جديد ليصنع فيه زوجته كي تخرج من الطرف الآخر وفق مواصفات يرضى عنها، ومن المهم إدراك دور الزمن في التغيير، فالحياة لا تتوقف وفي كل ثانية تتساقط ملايين الخلايا من جسم الإنسان تماماً مثلما تتبدل في كل يوم أمزجة الناس تبعاً للعديد من الظروف.
إن ما تحبه اليوم قد يتحول غداً إلى شيء يكرهه فلا تتطرف في التعلق بما تحب لكيلا يبدو الأمر ارتداداً صارخاً في الغد.
ومن القواعد أيضاً أن على المرء تعريض ذاته للمرآة.. مرآة النفس انظر إلى نفسك لندرك إنك لست معصوماً من الخطأ، ولهذا السبب بالذات أنت إنسان وإذا كانت هذه حالتك فهي أيضاً حال الآخرين إن من لا يخطئ هو من جنس غير جنس البشر لعله من الملائكة، ولو كان كذلك لما كان مكانه الأرض.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار