العـــــدد 9506
الإثنــــين 13 كانون الثاني 2020
تقول الأخبار المتناقلة عن الاجتماع الأول بين السيدين عبد القادر كردغلي رئيس لجنة المنتخبات الوطنية في اتحاد كرة القدم، وفجر إبراهيم المدرب المنتهي عقده مع المنتخب الوطني قبل أيام إن الاتفاق بين الطرفين كان حاضراً على جميع التفاصيل بشأن تجديد عقد فجر إبراهيم لتدريب المنتخب الأول باستثناء مدة العقد.
المعلومات نفسها تقول إن السيد عبد القادر كردغلي عرض أن تكون مدة العقد (6) أشهر، اي إلى نهاية تصفيات الدور الحالي من التصفيات المزدوجة لكأسي آسيا والعالم، وبعدها يتم تقييم عمل المدرب فجر إبراهيم عن مرحلة التصفيات الأولية كاملة، بينما طلب فجر إبراهيم أن تكون مدة العقد سنة كاملة مع وجود شرط جزائي بالاتجاهين يضمن حقّ كلّ طرف.
المختصر أعلاه يستحقّ الكثير من القراءة والتحليل، وسنفعل ذلك بشكل موجز، علّنا نجيد قراءة الموقف.
* كان الله في عون السيد عبد القادر كردغلي رئيس لجنة المنتخبات في اتحاد الكرة، فقد فرضت الظروف عليه أن تكون بداية عمله مع ملفّ شائك جداً، ملفٌ لن يجد على أي قرار فيه أي إجماع، وعلى الرغم من الثقة الكبيرة التي يحظى بها (عبودة) إلا أن الأمور عندما تتعلق بالمنتخب الأول فإنها تزداد تعقيداً، وقد تتحول إلى ما هو أبعد من التقييم الفني، لأن كلّ فرد منّا يعتقد أنه يرى (الصحّ)، والآخرون لا يفعلون ذلك، هذا إن لم تتقاطع ردات الفعل مع اتهامات مناطقية وناديوية وربما ما هو أبشع من ذلك.
* الكردغلي، أيضاً وجد نفسه محاصراً بأمرين، أولهما نجاح المدرب فجر إبراهيم بحصد العلامة الكاملة (15من 15) في (5) مباريات فاز بها على كل من الفلبين مرّتين وغوام والمالديف والصين، وبذات الوقت يدرك أن المدرب فجر إبراهيم لا يملك تلك القاعدة الشعبية حتى لو أحرز مع المنتخب كأس العالم، لذلك فإن أي تنازل من اتحاد الكرة لصالح فجر إبراهيم سيُجابه بسخط شعبي.
* المدّة التي يقترحها اتحاد الكرة على فجر إبراهيم عبر رئيس لجنة المنتخبات الوطنية هي مدة ليست قليلة، وهي تشكّل نهاية مرحلة، وبالتالي فإن الطرح موضوعي وصحيح، ولا يلام اتحاد الكرة فيه، والفرصة كافية للسيد فجر إبراهيم لإقناع اتحاد الكرة والناس فيه.
* المدة التي يريدها المدرب فجر إبراهيم (سنة كاملة) تنتهي في خضمّ منافسات تصفيات الدور الحاسم، وهذا الأمر يربك المنتخب واتحاد الكرة، وسيجد الأخير نفسه مضطراً للاستمرار مع المدرب حتى لو كانت النتائج سيئة، لأنه لن يجد أي مدرب يقبل بمثل هذه المهمة الانتحارية، وبالتالي إن كان عرض اتحاد الكرة على فجر إبراهيم جاداً وهذه هي نقطة الخلاف الوحيدة فعلى فجر إبراهيم أن يعيد حساباته، وأن يرفع من سقف ثقته بنفسه ويجبر من خلال أداء المنتخب ونتائجه اتحاد الكرة على التجديد له لقيادة المنتخب في الدور الحاسم كاملاً.
* من الطبيعي أن تكون لدى اتحاد الكرة خيارات بديلة، ومن الطبيعي أن ترى النور فور سحب خيار فجر إبراهيم من التداول، لكن من (الضمير والوجدان) أن تبقى شروط اتحاد الكرة هي نفسها التي دخل بها التفاوض مع فجر وإلا سيتجه الحديث إلى (طبخة كروية) معدّة سلفاً لـ (تطفيش) الإبراهيم واستقدام غيره، أي أن مدة الـ (6) أشهر يجب أن تبقى ثابتة مع أي مدرب سيتمّ التفاوض معه بهذه المرحلة، ومرحلة ما بعد هذا الدور لا يجوز اختراقها أو تجزئتها أياً كان المدرب إلا غذا ساءت النتائج فيها.
* لا نشكّ ولو للحظة أن السيد عبد القادر كردغلي يثبل أن (يلوّث) تاريخه الكروي كنجم ولاعب دولي سابق، لذلك نثق أنّه سيقود هذه المرحلة بحكمة وحنكة.
* هناك من ذهب للقول (حتى قبل نجاح الكردغلي بعضوية اتحاد كرة القدم) أنه سيأتي بالمدرب نزار محروس (صديقه) وأنه سيضع العصي بعجلات التجديد للمدرب فجر إبراهيم، لكننا نرى أن الكردغلي (أكبر) من هذه الجزئيات، ويدرك أنّ عمله تحت أنظار الجميع، وبالتالي لن يقامر بسمعته، والأهمّ من هذا كله لن يقبل أن يكون في موقف شكّ والمسألة تخصّ المنتخب الوطني الذي دافع عن ألوانه سنوات طويلة، لذلك لا يراودنا أي قلق بهذا الشأن.
* قد تكون لنا عدة ملاحظات على الخيار الثاني (بعد فجر) كما كانت لنا ملاحظات على فجر، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع فجر (وربما هذا ما سيحدث ويتأكد)، لكن هذا لن يحول دون دعم خيار اتحاد الكرة شرط أن يقدم الموجبات المقنعة، وأن يكون كلّ شيء على بساط أحمدي.
* حلّ قضية تدريب المنتخب الوطني الأول وحسمها لا يعني طيّ هذا الملفّ…
تسمية المدرب حالياً هو قرار إجرائي وآني، أما العمل الاستراتيجي، وكما قلنا في أكثر من مناسبة، فإن المنتخبات الوطنية سلّة واحدة، ويجب أن ننتهج مدرسة محددة في جميع منتخباتنا، وأن نضع خطة تطوير متداخلة بين جميع الفئات حتى يكون انتقال اللاعب من فئة إلى فئة أخرى في المنتخبات الوطنية دون أي شعور بـ (غربة تدريبية).
* ضغط الوقت، وإلحاح الموضوع فرضا على الكردغلي أن يباشر مفاوضاته مع فجر إبراهيم قبل أن يختار أعضاء لجنته، واعتبرنا هذا الأمر إسعافياً، لكن عندما ستوضع (الاستراتيجية) فبالتأكيد سيكون لأعضاء اللجنة تأثيرهم ودورهم بأي قرار.
* أي رأي قد يكون مفيداً شرط أن يكون هادئاً، وأن يأتي بلا أي خلفية غير رياضية، وعلى هذا الأساس فإن كل ما نطرحه هو (وجهات نظر)، أما القرار فهو ملك اتحاد الكرة وهو المسؤول عن قيادة اللعبة والذي سيكون تحت المحاسبة الجماهيرية والرسمية.
* من حقّ اتحاد كرة القدم علينا أن نمنحه الهدوء اللازم لاتخاذ قراراته ولكن إذا ما أحببنا أن نشاركه صناعة القرار فإنما سنفعل ذلك لأننا ننظر إلى الموضوع من زاوية مختلفة.
عندما تحدثنا وقلنا إن فجر إبراهيم سيكون الخيار الأول لاتحاد الكرة كنّا قد قرأنا كلّ التفاصيل، وفعلاً ذهب اتحاد الكرة إلى مفاوضة فجر، وما قلناه لا يلزم اتحاد الكرة بالموافقة على كلّ شروط فجر.
نتمنى ألا يتأخر قرار تسمية المدرب وأن يبقى ذلك تحت سقف الـ (6) أشهر سواء أكان فجر أم غيره، على أن يضع اتحاد الكرة من الآن شروط التجديد لأي مدرب بعد انقضاء فترة الـ (6) أشهر، بغض النظر عن اسم المدرب.
عندما يعمل اتحاد الكرة بهذا الموضوع سيجد الجميع معه، وعندما يضع (معايير مسبقة) من أجل شخص بعينه سنقول له: قف.. كرة القدم تخصّنا جميعنا.
ولنذكّر..
لنذكّر ونتذكر أن المنتخبات الوطنية ليست لاعبين ومدربين فقط، المنتخب الوطني (أي منتخب) يبدأ من الكرة التي يتدرب بها مروراً بمسؤول التجهيزات… وصولاً إلى مدير المنتخب.
ولنتذكّر أيضاً أن (العلاقات العامة) أساس أي نجاح، والكردغلي مطالب بتصحيح العلاقة بين القائمين على المنتخبات من جهة والجمهور والإعلام من جهة ثانية، وألا يُترك أي شيء لـ (الصدفة).
بإمكان الكردغلي أن يجلس وممثلي وسائل الإعلام على سبيل المثال كلّ شهر مرّة على (كأس شاي) والنتيجة ستكون إيجابية بالتأكيد.
ولنتذكّر أيضاً أننا جميعنا ننسى اسم المدرب عندما يفوز المنتخب وأن السباب والشتيمة لا تفيد بعد الخسارة..
السيد عبد القادر كردغلي: ننتظر منك عملاً بحجم مطالبتنا بك طيلة السنوات الماضية وأنت أهلٌ لذلك.
* في كلّ ما سبق لم نقفز ولم نتجاوز مناقشة خيار المدرب الوطني، أما إذا كان الخيار أجنبياً فمن الطبيعي أن تتغيّر شروط التفاوض.