العدد: 9504
الخميس: 9-1-2020
في الصباح الباكر يتوجه بسيارته كعادته كل يوم في الرابعة صباحاً من قريه بونياح إلى سوق الهال بطرطوس حيث يجيء المئات من اصحاب المحال وبسطات الخضار، يقصدون لقمه العيش الحلال..
وجهه ينبض بالأمل ولا تفارقه الابتسامة، سنوات طويلة مرت، تجاوزت 18 عاماً وهو بنفس المكان، يلقي التحية على زبائنه ذهاباً وإياباً، ويعرض الخضار والفاكهة التي يعتني بانتقائها فيقصده أهالي الحي كل يوم…
أبو علي(محمد يونس) مواليد1977، بعد أن أدى خدمته العسكرية اختار بيع الخضار والفاكهة على الرصيف في أحد شوارع مدينه طرطوس، ولطيب نفسه وأخلاقه ومثابرته على العمل رغم الصعوبات، كان يرى متعة في العمل واستطاع شراء سيارة بأقساط متواضعة ساعدته مع الأيام في شراء منزل وتأسيس أسره.
يقول أبو علي: إن الحياة حلوة رغم مرارة الظروف، يمكن أن نجعلها خيرة ومعطاءة بالعمل والإيمان بقسمة رب العالمين، والفقر الحقيقي انتظار الفرص بدون السعي إليها، وأنا بدأت ببسطة صغيرة على الرصيف، ورزقني الله واستطعت شراء السيارة التي أقف أمامها لأبيع كل يوم من الساعة السابعة صباحاً حتى الثالثة ظهراً وأعود إلى قريتي مهما كان الطقس بارداً أو حاراً، ولزوجتي دور في مساندتي وابني علي الذي يجعلني أرى أن الحياه تستحق هذا التعب، أما عن إمكانيه استئجار محل يقول: الأجور مرتفعة في المدينة والإمكانيات غير كافية والحال على ما أنا عليه مع ارتفاع الأسعار يكفي لحياة كريمة دون حاجه الناس وحلمي أن استمر هنا (والله ساترها).
فرص العمل الحر كثيرة ومن لا يريد العمل يقول لا توجد فرصة ويجلس منتظراً غير مبادر وبرأيي الفقر هو العجز في اختيار عمل مناسب مهما كان بسيطاً.
العمل في الشارع تجربة جميلة والمكسب الحقيقي محبه الجيران حتى
أنني صرت واحداً من أهالي الحي وإذا منعتني الظروف من العمل ليوم يتفقدني أصحاب المحلات المجاورة، نحن شعب عاطفي ومحب وطيب لا تفرقنا الأزمات، حلمي لا يتعدى هذا الرصيف وأن أكون بأمان، وأن يتم ترخيص هذا العمل وتنظيمه حتى لا نتعرض لمضايقات وحجوزات والحمد لله رضا الله والوالدين معي وسبب رزقي.
زينة هاشم