العدد: 9501
6-1-2020
انقضى العام الذي ودعناه بكل أفراحه وأتراحه، ورغم أن الغصة كانت هي الأكثر حضوراً في صفحات العام الرياضية إلا أن بقاء رياضتنا على قيد الحياة خلال الأزمة وتداعياتها يكفي لأن يكون العام الجديد عام الانطلاقة الحقيقية لرياضتنا المستقبلية خاصة بعد أن أنجزت الانتخابات الرياضية استحقاقاتها على مستوى الأندية واللجان والاتحادات، وبغض النظر عن قناعتنا بمن كتب له النجاح كأسماء، أو الطريقة التي وصل بها إلى هذا الاتحاد أو تلك الإدارة، فإن علينا تقبل الوضع القائم والتعامل مع الرياضة كمؤسسات وليس كأشخاص، وكمهام وليس كمواقف واعتبار النادي والاتحاد ركيزتان لطي صفحة الماضي والعمل لبناء رياضة المستقبل التي ننتظرها ونتوق لرؤية انجازاتها في 2020 الذي نتمناه عام الألقاب والبطولات والعمل الجاد ورسم الاستراتيجيات المدروسة لمستقبل ناصع للرياضة السورية.. ولأن الملاعب هي الأساس في مسألة البناء الرياضي السليم فقد آن الأوان كي تركز القيادة الرياضية القادمة جل اهتمامها على صيانة منشآتنا الرياضية التي باتت تئن تحت وطأة التقصير والاهمال في أرضياتها ومرافقها العامة وخاصة ملاعب كرة القدم التي أصبح أغلبها لا يصلح لسباقات الخيول، ولعل ما أتحفنا به العام الجديد من صورة مؤلمة لم نكن نتمنى رؤيتها لحال ملعب طرطوس الكروي في مباراة شباب الساحل والتضامن والتي أثارت الكثير من الجدل خير دليل على ما قلناه.
* * *
أثبتت المدرسة الكروية في نادي تشرين علو كعبها وأنها على الطريق الصحيح بنيلها لقب بطولة صغار المحافظة، وهذا ليس بغريب على تلك المؤسسة الناجحة التي تسعى دوماً لاستقطاب المواهب الكروية وتأهيلها بإشراف كوادر متخصصة ضمن خطة تهدف إلى بناء قواعد كروية سليمة، واللافت في عمل هذه المدرسة التي تضم ألفي لاعب ضمن عشرة مراكز تدريبية يشرف عليها 18 مدرباً من أبناء النادي، أنها تتوزع في عدد من مناطق ريف المحافظة الزاخر دوماً بالخامات الواعدة، وأن تقسيم اللاعبين إلى مجموعات يتم حسب الفئات العمرية والمستوى الفني كي يحسن مدربوهم إعدادهم للبطولات المحلية ليكونوا نجوم المستقبل والدليل وجود 18 لاعباً مع المنتخبات الوطنية بفئات الناشئين والشباب والرجال والأولمبي كانوا قد تخرجوا من مدرسة تشرين الكروية، لذلك توجب علينا الإشادة بجهود هؤلاء الجنود المجهولين الكباتن: وليد أمين، ماهر قاسم، محمد شريقي، محمد علي قزلو، عماد برني .. فلهم كل الشكر والتقدير.
* * *
بانتهاء العام الماضي يكون عقد مدرب منتخبنا الكروي الأول الكابتن فجر إبراهيم مع اتحاد كرة القدم قد انتهى، وأصبحت مسألة تجديد العقد من عدمه بعهدة اتحاد اللعبة الجديد الذي لم ترشح لا من رئيسه ولا أعضائه أية معلومة بهذا الخصوص ربما لتزامن فترة ولادة الاتحاد مع عطلة رأس السنة، لذلك فمن المفترض أن تحمل الأيام القليلة القادمة الخبر اليقين حول هذا الأمر والذي ينتظره الكثيرون.. وكما كان التكهن بهوية رئيس الاتحاد صعباً قبل موعد الانتخابات ـ فلا شيء يبدو مؤكداً حتى اللحظة بشأن أمر المدرب، وإن كانت التسريبات تشير إلى حدوث تغيير شامل (إداري وفني) بالاتكاء على تصريحات سابقة لرئيس الاتحاد العميد حاتم الغايب الذي كان قد أبدى عدم رضاه عن أداء المنتخب رغم النتاج الجيدة التي حققها المنتخب في التصفيات المشتركة وحصد من خلالها العلامة الكاملة في مبارياته الخمس ولكن في ظل وجود إشارات استفهام طالت أداء المنتخب في معظم المباريات التي خاضها والتي كانت (باستثناء مباراتي الصين) مع منتخبات مغمورة لا تملك تاريخاً كروياً، وفي ظل تواجد عدد هائل من الكفاءات الكروية في الاتحاد الجديد فإن تعيين مدير جديد للمنتخب المقبل على استحقاقين هامين قد يكون مرجحاً مع إمكانية الإبقاء على الجهاز الفني.. كل ذلك يدخل في إطار التكهنات بانتظار صدور القرار المناسب الذي نتمناه في صالح منتخب الوطن.
المهندس ســــامــر زيــــــن