الأحد 29 كانون الأول 2019
العــــــــــــــدد 9497
كما بدأت انتهت، لم تهتزّ شباك أيّ من الفريقين، بل ربما لم تتجاوز التسديدات بين الأخشاب الـ (3) خلال مائة دقيقة من اللعب!
مستوى هزيل، توجّهه حكم المباراة محمد العبد الله بكثرة صافراته، بمناسبة وبلا مناسبة، وكأنّه يريد أن يؤكد الاتهام الموجّه سلفاً للمباراة على أنّها متفقٌ على نتيجتها، وإن كان هذا الكلام متعارض مع المنطق لأنه لا مصلحة لحطين على الإطلاق بالتعادل، بل أنّه أحوج ما كان للفوز ليهرب من ضغط جمهوره، وليعتق نفسه من الإشارات الكبيرة على تعاقداته وماذا أثمرت؟
هل هناك مَن يضحك على جمهور اللاذقية الذي زحف كالطوفان ولم يترك مكاناً شاغراً إلا ما فرضته الإجراءات الأمنية، ولو كان الملعب يتسع لـ (50) ألف متفرج لجاء هذا العدد، ومن حسن حظ هذا الجمهور أن الطقس كان مشمساً أثناء المباراة بعد ثلاثة أيام متواصلة من المطر؟
هل هناك من يستخفّ بهذا الجمهور ويصمت ولا يخرج ويقول إن المباراة جاءت هكذا ولم نكن متفقين على نتيجتها، أم أنّ قطبي البحر (حطين وتشرين) أضعف من أن يكونا وفيين لجمهوريهما الرائعين؟
ليست المرّة الأولى التي يخيّب بها الفريقان ظنّ العشاق في (ديربي) يعادل بالنسبة لأي شخص من اللونين بطولة دوري بحدّ ذاتها، ليسقط الديربي (كما حصل كثيراً في المواسم الأخيرة)، وليخرج بعلامة الصفر من امتحان المتعة والفرجة!
تشرين المتصدّر، والمتخم بمجموعة كبيرة من لاعبي منتخباتنا الوطنية، بدا وكأنه يحاول (فكّ الخطّ) أمام حشد رائع من جمهوره تحمّل عناء الحضور وخاطر في أجواء غير واضحة المعالم مناخياً وزحف منذ الصباح ليحجز مكانه فوق إسمنت بارد، وحطين الذي حشد هذا الموسم كلّ ما يمكن حشده لم نجده في الملعب، وبحسابات بسيطة، وعلى ضوء مباراة الديربي، وقبل ثلاث جولات على نهاية مرحلة الذهاب، ومع بداية مرحلة التوقّف الجديدة في الدوري بسبب مشاركة منتخبنا الأولمبي في بطولة آسيا تحت (23) عاماً بدءاً من (8) كانون الثاني القادم، نقف مع الفريقين في هذا العدد، ونلقي أيضاً نظرة على فريقي الساحل وجبلة، علّنا نسلّط الضوء على ما تحتاجه كرة الساحل في قادم المنافسات..
البحّارة.. مدّ وجزرٌ
فريق تشرين متصدّر ترتيب فرق الدوري الممتاز بـ (23) نقطة، وصدارته للفرق مهدّدة، فالوثبة خلفه بنقطة واحدة فقط (22 نقطة)، وله مباراة مؤجلة مع جاره الكرامة، وإذا ما فاز فيها سيرفع رصيده إلى (25 نقطة)، وهذا الاحتمال وارد وبقوة، وبالتالي فإن مشوار تشرين في بطولة الدوري حتى الآن ليست ممتازة قياساً لما هو موعود منه، ومقارنة بما يملكه من إمكانيات، وما يتوفّر له من دعم، وما يحظى به من تشجيع، وكان بإمكانه أن يكون أكثر راحة، وأهمّ الانعطافات (السلبية) في مسيرته حتى الآن هي خسارته أمام الوثبة (0/1) في ملعب الباسل، أما أهمّ بصماته فكانت خارج ملعبه عندما فاز على الجيش بدمشق، وما بين هاتين النتيجتين جاءت نتائجه منطقية، وحقق منها الأهمّ (النقاط)، وتأرجحت عروضه الفنية بين المتوسط والجيّد أحياناً..
تشرين لعب حتى الآن (10) مباريات، فاز في (7) منها وتعادل في (2) وخسر (1)، وسجّل في مبارياته (16) هدفاً أي ما معدّله (1.6) هدفاً في المباراة، وهي نسبة قليلة لنسبة التسجيل العام في الدوري حتى الآن (2.28 هدفاً في المباراة)..
الـ (23) نقطة من أصل (30) ممكنة، التي حققها تشرين تعني أنّه أضاع (7) نقاط أي ما نسبته (23.3%) ونسبة ما حصده من نقاط (76.7%) ومع أن نسبة فقدان النقاط ليست قليلة، إلا أن تشرين هو ثاني أفضل فريق بعد الوثبة من هذه الزاوية.
ما يُحسب لفريق تشرين حتى الآن أنّه نجح بالفوز على الجيش والوحدة وتعادل مع حطين، وهذه الفرق تعتبر منافسة بشكل كبير على اللقب، ولم يبقَ من الفرق المرشحة للفوز باللقب لم يلعب معها إلا الاتحاد.
مباريات تشرين المتبقية مع الفتوة والكرامة في ملعبه، ومع الاتحاد في حلب، ولهذه المباريات الثلاث حسابات معقّدة، وقد تكون أسهلها مع الفتوة ومع هذا ليست مضمونة، أما أصعبها فستكون مع الاتحاد في حلب في الجولة (12) من الدوري لأن أصحاب الأرض (الأهلي) سيعلنون من خلال نتيجتها عنوان موسمهم الحالي، ومن باب (من يفكّر باللقب عليه أن يصطاد الأقرب منه إلى اللقب حيث النقاط المضاعفة)، وهذه التفاصيل نجد أنفسنا محاصرين لها بعد أسوأ ظهورين لتشرين هذا الموسم أمام جبلة وحطين، وإذا ما استمر بهذه الصورة فقد تكون غلّته من النقاط متواضعة فيما تبقى من ذهاب هذا الموسم.
حطين.. طبيب جرّاح!
أضاع حوالي (47%) من النقاط المتاحة حتى الآن في موسم توقّع فيه كثيرون أنّ حطين لن يضيّع أي نقطة وهو الذي شغلت تعاقداته الصيفية اهتمام كلّ المتابعين، وفاقت قيمتها نصف مليار ليرة سورية.
طاقم تدريب (حلبي) مكوّن من حسين عفش، أنس صابوني، محمود كركر، في تجاهل غريب لكوادر اللاذقية، ولاعبون من طينة (عبد الرزاق الحسين، حسين جويد، تامر حج محمد، مارديك مرديكيان، عز الدين عوض، رضوان قلعه جي، فهد اليوسف، خالد كوجلي، شاهر الشاكر، حسين شعيب وآخرين)، ودعم مادي لا حدود له، وجمهور رائع.. ماذا يحتاج أي فريق أكثر من هذا ليكون الرقم (1) في أي منافسة يشارك فيها؟
ما يبحث عنه فريق حطين منذ بداية هذا الموسم هو الهوية الواضحة، ولم يستطع جهازه الفني حتى الآن قراءة ما لديه من أوراق، ويبدو هذا من عدم الثبات على تشكيلة أساسية، وعدم جودة التدخلات أثناء المباريات، والنتائج المتقلبة لفريق يضمّ لاعبين يتمناهم أي مدرب!
ثلاث مباريات متبقية لحطين مع كلّ من الساحل بطرطوس، ومع الجزيرة في اللاذقية، ويختتم الذهاب مع الوثبة بحمص، وحتى يبقى قريباً من (الكبار) أو يكون أحدهم فإن الـ (9) نقاط المتبقية ذهاباً ليست قابلة للتجزئة أو هدر أيّ منها، وعليه أن يصل إلى النقطة (25) ليصل إلى (64%) من نقاط الذهاب وهذه النسبة قد تضعه بالمركز الثالث أو الرابع على أحسن تقدير، قبل أن يرتّب أمور إيابه وينتفض على نتائجه، وإلا سينتهي موسمه مع بداية الإياب!
هذا الواقع يبقي حطين وأنصاره أمام الأسئلة التقليدية الباحثة عن الألقاب دون جدوى ودون إيضاح حتى بعد ضمّ هذه الكوكبة من اللاعبين المتميزين!
جبلة.. حكاية حزينة للنوارس
منذ أن أعلن المدرب الجديد لفريق جبلة سامر بستنلي أنّه (رجل المهام الصعبة) خسر النوارس مع تشرين بصعوبة، وتعادلوا مع الوحدة من دون أهداف عبر محطتين صالحتين للبناء عليهما معنوياً وذهنياً..
جبلة ما زال يبحث عن فوزه الأول هذا الموسم علّه به (يقلع عين إبليس) ويستعيد لونه وبريقه ولكن متى سيأتي هذا الفوز وعلى حساب من؟
مباريات فريق جبلة القادمة ستكون مع الجزيرة بدمشق ثم مع الجيش في جبلة ويختتمها مع الساحل بطرطوس.
سنضع مباراة جبلة والجيش جانباً (مع أن ذاكرة الموسم الماضي تقول إن جبلة لعب أجمل مبارياته على الإطلاق أمام فريق الجيش) أما الأهمّ لجبلة فهما مباراتاه مع الجزيرة ومع الساحل شريكيه في معركة البقاء، ونقاط هاتين المباراتين من ذهب، ونتوقع أن القائمين على كرة جبلة يعرفون هذه الجزئية جيداً، وسيعملون عليها وما عدا ذلك سيدخل فريق جبلة الإياب بـ (زنقة) كبيرة، ومباريات الإياب دائماً ما تكون أصعب من الذهاب.
الساحل.. دليلي احتار
صعد إلى الدرجة الممتازة مع رافع خليل، وبدأ مشواره فيها مع فراس معسعس، ثم جاء عمار شمالي قبل أن يعود فراس معسعس..
رحل فراس معسعس وجاء عساف خليفة ورحل الخليفة وجاء هشام شربيني، وهكذا إن لم تخني الذاكرة فـ (5) مدربين في (36) مباراة لا يعني أن الفريق عاش الاستقرار المطلوب مع بداية مشواره في الدرجة الممتازة.
(8) نقاط فقط كانت حصيلة فريق الساحل في (10) مباريات لعبها على أرضه، وهي حصيلة متواضعة جداً لفريق يملك الطموح وتنقصه الخبرة..
لديه في بقية ذهاب هذا الموسم (3) مباريات مع كل من حطين بطرطوس، والطليعة في حماة وجبلة في طرطوس، وقد لا ينجح بحصد أي نقطة منها، والأهمّ له مباراته مع جبلة (نقاط مضاعفة).
غــانــم مــحــمــد