من يمتلك حق «الفيتو» في تربية الأطفال؟

العـــــدد 9449

الخميس 17 تشرين الأول 2019

 

(قلت لك لا وهذا آخر كلام عندي).. قبل زمن كانت هذه العبارة تصدر من الأب فلا يقوى الطفل على مناقشتها فمن يمتلك حق الـ (لا) في زماننا إنهم بلا شك الأطفال الذين أصبح لهم حق الفيتو.
كثيرة هي المقالات التي دعت ومازالت تدعو إلى إعطاء الطفل حق قول (لا) لكن أي مقال من هذا النوع يصدر اليوم يبدو وكأنه تحصيل حاصل.
فالمشكلة اليوم هي ما إذا كان الأب أو الأم قادرين على قول (لا) لأطفالهما وليس ما إذا كان الطفل يمتلك ذلك الحق أم لا، كما أن جرثومة الدلال الزائد تقتل في نفوس أطفالنا وتهدد مستقبلنا العائلي.
لقد صار أطفالنا من سن الثانية وحتى الثامنة عشرة الحكام الحقيقيين لنا، إنهم يسيروننا على هواهم ولا نقوى على معارضتهم وهم يطلبون فيجاوبون ويأمرون فيطاعون، في حين يجب أن نتصرف مع أطفالنا كمربين وليس كممولين وخدم لرغباتهم وطلباتهم حان الوقت لكي نجعلهم يفهمون ليسوا المحور الأوحد للحياة والكون.
لقد صار أطفال هذا الزمان كثيري المطالب إلى حد لا يطاق وصاروا يتمتعون بقدر غير مسبوق من الوقاحة والجرأة والدلع ولا يقدرون قيمة احترام الكبار بل إن الكبار أنفسهم يبدون وكأنهم استغنوا عن ذلك الحق حق احترام الصغار للكبار.
وبالنتيجة أصبح أطفالنا أقل إحساساً بالآخرين إنهم كائنات فردية بامتياز تعتقد إن كل من حولها موجودون للخدمة والمساعدة فقط.
لقد خرج أطفالنا عن السيطرة وعلينا أن نعيد الإمساك بدفة القيادة والتربية وإلّا فالمستقبل مظلم.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار