الوحدة:25-7-2024
ألقى الباحث الاجتماعي الأستاذ رائد حاتم محاضرة في ثقافي جبلة حول المخدرات الرقمية، تحدث خلالها عن استفحال نوع جديد من المخدرات في العالم العربي تُعرف باسم بالمخدرات الرقمية (Digital drugs)، التي هي عبارة عن مقاطع نغمات يتم سماعها عبر سماعتي الأذنين بحيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمنى على سبيل المثال وترددات أقل في الأذن اليسرى، لدى سماعها يحدث للجسم ما يشبه بتأثير المخدرات الخطيرة المعروفة من الهيروئين و الكوكائين، لتصل إلى الدماغ و تؤثر على ذبذباته الطبيعية، فتُدخل متعاطيه إلى عالم آخر من الاسترخاء.
فماذا نعني بالمخدرات الرقمية وكيف يتم تقديمها؟ وما هي الآثار الإدمانية التي تصاحبها؟ وما هي طرق مكافحتها؟
حول هذه التساؤلات أوضح الباحث الاجتماعي رائد حاتم في محاضرته أن التجارة بهذا النوع من المخدرات الرقمية تتم عبر الانترنت و تأخذ منتجاته شكل ملفات تُحمّل أولاً بشكل مجاني كعينة تجريبية كي يقع المستمع إليها ضحية الإدمان.
وأشار المحاضر إلى أن هذا النمط من العقاقير الرقمية قادرة على تغيير أنماط موجات الدماغ وإحداث حالة وعي متغيرة مماثلة لتلك التي تأثرت بتناول المخدرات التقليدية لغاية تحقيق حالة تأمل عميقة.
وبيّن المحاضر أنه يتم تسويق هذا النوع من المخدرات في عدد من المواقع الإلكترونية أمام ناظري الحكومات و لا يوجد قانون يجرّمها، والأخطر في الأمر أنه يمكن إدراجها على هيئة تطبيقات للهواتف النقالة، تكون مصحوبة بدليل إرشادي للمتلقي لبيان كيفية عملها بغية الوصول للنشوة المطلوبة.
كما أن بعض المواقع تعرض على زبائنها بتقديم جرعات معينة تعمل على محاكاة تأثير نفس التجربة في العالم الواقعي ويقصد هنا (المخدرات التقليدية)، و قد تجد من المواقع ما قد يعلن عن تقديم عينات مجانية يمكن الاستماع إليها بدون دفوع مالية كعينات أولية لغاية التجريب.
وبعدها يتم طلب الجرعة الكاملة لقاء مبالغ مادية، وقد يصل الأمر إلى تصميم الجرعة الخاصة بالمتعاطي للوصول إلى حالة مثلى أو عالية من الشعور المطلوب.
كما تتوفر على اليوتيوب عدة مقاطع يصل طول بعضها إلى ساعة تدعي أنها مخدرات رقمية، وتأتي إضافة للذبذبات الصوتية مع مؤثرات بصرية كي تحفز اللاوعي عند الإنسان والدخول في حالة هيستيرية معينة.
و نبّه المحاضر إلى أضرار ومخاطر المخدرات الرقمية على الفرد المتعاطي وهي:
يسبب الاستماع للمخدرات الرقمية الشعور برجفة وتشنجات بالجسم، كما تؤثر المخدرات الرقمية أيضاً على الحالة النفسية والجسدية للمتعاطي، فضلاً عن دورها الخطير في إبعاد وعزل المتعاطي عن الحياة الاجتماعية، ناهيك عن خفض الطاقة الإنتاجية للفرد بسبب انعزاله عن الواقع الخارجي.
و ينتهي الأمر بالإصابة بالإدمان النفسي مما يدفع الفرد لاستنزاف الكثير من المال لقاء الحصول عليها.
و من أجل التصدي ومكافحة المخدرات الرقمية قدم المحاضر عدة طرق لحماية الأفراد والمجتمع من مخاطرها:
1- إمكانية المبادرة لتشريع قوانين رادعة، وتجريم كل من يستخدم تلك المخدرات.
2- تدريب بعض المختصين لمكافحة تلك المواقع التي تنشر المخدرات الرقمية.
3- الدعوة إلى الاتحاد والتكاتف من قبل دول العالم لمكافحة انتشار تلك المخدرات.
4- العمل على نشر حملات توعية مبكرة للشباب لتجنب الوقوع ضحايا لهذه الظاهرة.
5- نشر التوعية بين الآباء لمعرفة كيفية رقابة أبنائهم أثناء استخدامهم مواقع الانترنت المختلفة.
6- العمل على نشر حملات التوعية داخل المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة لحماية الشباب.
ازدهار علي