ميرنا عون.. رحلة إبداعية نحو العالمية

الوحدة ـ ديما محمد

الفن هو لغة القلب التي لا تحتاج لترجمة، وفي حال كانت هذه اللغة محملة بالإبداع والشغف، يصبح لها قدرة خاصة على لمس الأرواح.
الفنانة ميرنا عون من بلدة الدالية بريف جبلة هي مثال حي على تلك الروح المبدعة التي بدأت رحلتها مع الفن منذ سنين الطفولة، حيث اكتشفت من خلالها شغفها الكبير بفن الرسم، ولدت هذه العلاقة مع الفن بتشجيع ودعم من الأهل والأصدقاء، ليصبح هذا الشغف مع مرور الوقت أداة تعبير عميقة عن أحاسيسها وتطلعاتها المستقبلية.
منذ بداياتها اعتمدت على خامة الفحم في رسوماتها، حيث نجحت في تسخير هذا العنصر الفني ليكون أداة لها لتوصيل ما يدور في مخيلتها بين الظلال والأضواء، عكست أعمالها عمق الإنسان وحساسيته تجاه المواقف الحياتية
إحدى أبرز أعمالها التي تستحق الوقوف عندها هي رسمها لطفل يبكي مع قطة، في هذه اللوحة يلتقي الحزن بالبراءة، ويتجسد الصراع الداخلي الذي قد يعيشه الإنسان في لحظات الألم، القطة كما يراها البعض ليست مجرد حيوان أليف بل هي رمز للأمان والراحة التي يبحث عنها الإنسان في أوقات ضعفه، يظهر الطفل في اللوحة ببعض التفاصيل الدقيقة التي تعكس تعبيراًعاطفياً قوياً، حيث تقترب عيناه من أن تبوح بمشاعر أكثر من مجرد الحزن، بينما تداعب القطة جسده بلطف مما يوحي بقوة العلاقة بين الإنسان والحيوان.
لتنتقل ببراعة لرسم وجوه معبره حيث رسمت وجوه مسنّة مليئة بالتجاعيد، حيث تسلّط الضوء على حكمة العمر وتجاربه، يمكن للقارئ أن يشعر بأن كل تجاعيد على وجه المسن تعكس حكاية حياة، وكل نظرة تحمل معها دروساً مع الزمن، ربما تكون تلك الوجوه المليئة بالتجاعيد هي الأكثر تعبيراً عن تجربة العيش، فهي لا تقتصر على قسوة السنوات، بل تحمل أيضاً جمالية العمر وتجربة الحب والصبر.
تطمح ميرنا إلى المشاركة في المعارض الفنية لتعرض أعمالها أمام جمهور واسع وتسمح لألوانها أن تلمس قلوب الناس، هدفها ليس فقط أن ترى رسوماتها النور، بل أن تصل إلى كل زاوية من زوايا العالم، فهي تؤمن أن الفن لا حدود له وأنه بالإصرار والعزيمة يمكننا أن نوصل إبداعنا إلى أبعد الأماكن، وأنه من خلال الفن يمكننا أن نترجم مشاعرنا وأحاسيسنا بطريقة يفهمها الجميع، ففي أعمالها تظهر مرونة رائعة في دمج البراءة مع الحكمة والبساطة مع العمق، من خلال رسوماتها التي تعكس اهتماماتها بعالم الطفولة والشيخوخة لكونها درست رياض الأطفال حيث تدمج البساطة مع الجمال والطفولة مع الفن، مما يعكس تناغماً بين مشاعر البراءة والحكمة.
أعمال ميرنا عون هي رحلة تعبيرية تبدأ من داخل قلبها لتصل إلى كل من يقدر جمال الفن، بفضل شغفها الكبير وإصرارها على تطوير مهاراتها الفنية، لأنها بلا شك ستسير في طريق النجاح وستترك بصمة مميزة في عالم الفن، وما زالت  طموحاتها تزداد اتساعاً حيث تواصل استكشاف عالم الألوان الزيتية والمائية وتبتكر رسومات مستقبلية تنبض بالحياة، إلى جانب إبداعها في فنون الرسم على الجدران، فهي تسعى دائماً للتعلم والتطور، آملاً في أن تضع اسمها بين كبار الفنانين في العالم، لتمثل رحلة الإنسان بألمه وأمله، ببراءته وحكمته، من خلال لغة لا تحتاج لترجمة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار