الفنانة التشكيلية م.زينة جمعة: “اللوحة ليست تمثيلاً بصرياً بل معاني عميقة وتعبيرية”  

الوحدة – رفيده أحمد

يقف المتلقي مطولاً متأملاً أمام لوحاتها الفنية وأعمالها النحتية، ليغوص في عالم فني آسر بلغة بصرية شفافة عميقة الأثر، تحمل رسالة فنية تترجمها بدوراتها التدريبية في مركز الفنون التشكيلية، إنها الفنانة التشكيلية المهندسة زينة جمعة حاصلة على إجازة في الهندسة الزراعية،
وخريجة مركز الفنون التشكيلية في اللاذقية، ومدربة للأطفال قسم النحت في مركز الفنون التشكيلية، “الوحدة” التقت م. زينة جمعة، وحول أعمالها الفنية كان حوارنا معها.
والبداية كانت بسؤالنا كيف تنظرين إلى اللون والإضاءة في اللوحة؟
لتجيب: اللون والإضاءة هي عناصر أساسية في اللوحة، تعبر الألوان عن مزاج الفنان وحالته النفسية وتناغم الألوان، لها دور أساسي في إبراز التكوين البصري، وتوصيل رسالة الفنان للمشاهد. أغلب لوحاتي فيها  اللون الأخضر دليل على الحياة والتجدد، والأزرق يدل على الهدوء والسكينة، والإضاءة إذا كانت ساطعة تجعل الألوان بارزة وحيوية، والخافتة تدل على الهدوء.
وحين سألناها ماذا تمثل الفجوات في بعض لوحاتك؟
قالت: الفجوات في اللوحة تشكل عنصراً أساسياً في تكوين المشهد، وتسليط الضوء على الموضوع الرئيسي للوحة، وأنا أنسق الفجوات مع العناصر الأخرى مثل الألوان والخطوط لخلق توازن، وتوصيل رسالة معينة. الرسم بالرصاص هو إضافة التفاصيل والظلال باستخدام قلم واحد مما يعطي جمالية للوحة، وباعتبار اللوحة نصاً تشكيلياً، ماذا تحاولين أن تقولي عبر هذا النص؟
عن هذا السؤال أجابت: اللوحة الفنية هي تعبير عن أفكار ومشاعر الفنان وإيصال رسالة للمشاهد، واللوحة ليست تمثيلاً بصرياً بل معاني عميقة وتعبيرية له.
وعن أعمالها النحتية قالت: النحت اعتبره شغف وكل عمل نحتي له موضوع معين ورسالة وهدف. مثلاً منحوتة اكتمال هي: أن العلاقة بين الرجل والمرأة متكاملة، وعندما تكتمل يتشابهان في الروح والشكل فهما يكملان بعضهما في الحياة، والصقر عبارة عن القوة والثبات والعظمة.
وحول رسالتها الفنية بتدريب الأطفال على الرسم والنحت أخبرتنا بقولها: دربت الأطفال في مركز الفنون التشكيلية لمدة أربع سنوات قسم النحت.. نقوم بتعليم الأطفال كيفية تشكيل الحجوم والأشكال الهندسية لكي ينسجموا مع الطين ومن الحجوم التي يعملوها يستطيعون أن يشكلوا أعمالاً جميلة كالفخار والورود والسيارة والفواكه، والكثير من الأعمال التي تدور في ذهن الطفل، وقسم النحت يخلق جواً من الحب والتعاون بين الطلاب وبين الأستاذ وطلابه، ومركز الفنون ليس فقط لتعليم الطفل، وإنما يسعى لتطوير الذات وتنمية المهارات والخيال، وتشجيع الطفل على  ممارسة هوايته.
وختمت م. زينة جمعة حوارنا معها بإجابتها عن دور الفن في المجتمع بقولها: الفن هو رسالة للمجتمع، وعلى الفنان أن يوصل رسالته للمتلقي بشكل واضح، ويتجنب وضع اللوحة في حالة غموض، حيث يرى المتلقي اللوحة من وجهة نظره وقد يتأثر باللوحة لأن الفنان يسرد قصصاً في لوحته تشجع المتلقي على التفكير والتعمق، أي تأثير فكري لدى المتلقي، وتستخدم اللوحة لغة تعتمد على الألوان والخطوط والأشكال والظلال لإنشاء الموضوع.
الفن هو رسالة وعندما يكون الشخص لديه شغف فإنه يبدع به، وأي لوحة تكون جزءاً من شخصيته، فالفن قادر على توصيل المشاعر، وقد يغير من حياة شخص ما.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار