الوحدة_ مهى الشريقي
استضافت قاعة الندوات في المركز الثقافي باللاذقية محاضرة للفنان التشكيلي والناقد حسين صقور بعنوان: “التعبيريةالتجريدية” إذ أوضح أ.صقور أن التعبيرية كمفهوم يتجاوز الشكل نحو المضمون ثم استعرض النشأة والجذور وامتدادها وتطورها نحو اتجاهات حداثية وحركية، كما صوّر بالكلمات سيكولوجيا الإبداع والمبدع في أتون العمل، فتميزت محاضرته بعمق المعنى والتحليل وعكست أهدافها من خلال ما حققته من تفاعل جميل.
وأشار صقور في تصريح لصحيفة الوحدة إلى قيمة تلك العودة التدريجية الملحوظة للحركة الثقافية قائلاً: مما لاشك فيه أن الأنشطة الفنية والثقافية بكافة أشكالها هي شريان الحياة، وهي انعكاس لمدى استقرار وتوازن المجتمعات وتلك العودة التدريجية تعكس صورة صحية وصحيحة عن سير وسيرورة الحياة وتطورها في وطننا الغالي، كما تكفل عبر غناها وتنوعها توازن المجتمع واستقراره.
وعن الهدف المرجو والمرتقب من محاضرته هذه والمحاضرات التي يسعى لإقامتها مستقبلاً كما ذكر، تابع قائلاً: طالما كنت أسعى لردم الهوة ما بين الفنان واللوحة والمتلقي في محاولة متواضعة لانتشال الفن من عزلته وهو المتهم بنخبويته.
تلك واحدة مما أسعى إليه كغاية وهدف عبر كتاباتي وأنشطتي ومحاضراتي، وأقرأ أثرها في عيون الحاضرين وردات فعلهم وتفاعلهم.. أبتسم وأقول لازلت على الطريق وطريقي هذا هو خير صديق.
وحول مضمون ما قدمه خلال هذه المحاضرة أضاف صقور: تأتي محاضرتي ضمن سياق تسلسلي أعرّج فيها ومن خلالها على التعبيرية كمفهوم يتعدى حدود الشكل الخارجي، لما هو أعمق أي المضمون، وقيمة المضمون لا تتحقق سوى عبر شحن الخط واللون بطاقة المشاعر والانفعالات الذاتية، وبالتالي فهذا المفهوم يضعنا أمام حقيقة مفادها أن كافة الأعمال التشكيلية تنتمي نسبياً للتعبيرية، ويتفاوت انتماؤها بقدر قدرتها على التأثير، فالتعبيرية بتلك الصورة هي صفة مضافة أكثر اتساعاً من كونها مدرسة، واستعرضت نشأتها وجذورها الممتدة للحضارات القديمة الآشورية والفينيقية وحضارة الفراعنة وغيرها.
وفي مضمار حديثي عن التجريدية والتعبيرية الحركية أشرت لارتباطها بانفعالات الذات المحمومة بغيض الطاقة الزائدة والساعية للتفريغ كما صرخة في وادٍ عميق، أو كما رجم حفرة من تراب على جدار عتيق.
وفي ختام المحاضرة استعرض أ.صقور تجارب لفنانين عالميين وعرب وسوريين اشتغلوا ضمن هذا الإطار، وأضاء على الأعمال التعبيرية التي صورت مجازر النظام البائد، وعكست حياة ومعاناة الشعب السوري خلال تلك الحقبة.