التشكيلية فاطمة حسين وحلم جديد بسوريا الجديدة

الوحدة_ مهى الشريقي

فاطمة حسين شابة تشكيلية أكثر من موهوبة، هي مهندسة مدنية وفنانة أكريليك هادئة صادقة وشغوفة بفنها، وهذا ما أعطى لفنها مرونة ومستوى جديداً ولافتاً لكل متذوق لفن اللوحة، فهي متمكنة من أدواتها، وهذا ما خلق فرادة وتميزاً في لوحاتها، فمن الأبعاد إلى الفراغات والمساحة وصولاً إلى الألوان الإبداعية التي تشكل أبرز التحديات للفنان.
كانت لنا مع المهندسة الشابة وقفة لتخبرنا عن تجربتها فقالت: أنا خرّيجة هندسة مدنية من جامعة اللاذقية، وككل البدايات التقليدية كانت بدايتي من المدرسة والبيت، كان الرسم عندي أجمل فرحة، كنت أقضي ساعات بالرسم بدل اللعب، وكان الرسم مساحتي الآمنة.
بقيت أرسم بالبيت، وكان للأهل دور كبير في تشجيعي، يعجبهم  كل ما أرسمه مهما كان، وكان الرسم  الهواية المفضلة لوالدي أيضاً وهذا كان يعطيني دفعاً ودفئاً، وتابعت: اقتصرت هوايتي هذه على الرسم برفقة والدي وتشجيعه في البيت، استمر الوضع هكذا لسنين بسبب أن تركيزي الأهم كان على الدراسة، لحين دخولي لكلية الهندسة المدنية، عندها تفرّغتُ بشكل أكبر لهواية أحببتها، وكنت محظوظة لأن دراستي في كلية الهندسة المدنية ساعدتني جداً على إنتاج رسومات لوحاتي بشكل أفضل، فالهندسة والفن رديفان لبعض في كثير من النقاط المشتركة، ولكن لسوء الحظ حتى في الجامعة كان هناك ضغط دراسي كبير، وكان اهتمامي بهذه الفترة بدراستي أكبر أيضاً، وعندما شعرت أن الضغط في الجامعة خفّ، تواصلت مع الفنان إسماعيل توتنجي وكان له في تلك المرحلة الدور الأبرز، وبمساعدته زادت خبرة تجربتي، وشاركت بعدها بالعديد من الملتقيات  وكانت فرصاً مفيدة.  وأيضاً كان لتجربة الرسم على الجدران دور في إكسابي ثقة كبيرة بنفسي وكانت مهمة جداً.
أما نقلتي النوعية فكانت مشاركتي في ملتقيات /لمّة فرح/ وملتقى / فضاءات لونية/ وملتقى/ فسحة أمل /، هذه الملتقيات شكلت نقطة تحوّل في تجربتي التشكيلية التي لاتزال في بدايتها، إلا أنني متفائلة بتجربتي المتواضعة، وخاصة بعد التحرير أحلم بأن يكون هناك اهتمام وتشجيع للمواهب التشكيلية الشابة، وتقديم كل التسهيلات، بدءاً من تنظيم المعارض، وتوفير مواد العمل الخام بأسعار مدروسة، وتوفير الاتحاد التشكيلي أو النقابة  الدعم لكل متطلبات التشكيليين على اختلاف مستوياتهم، وأن تكون سنداً لهم.
وعن طموحها أضافت: طموحي  أن أصل لمستوى عالٍ وعالمي يجعلني أقتنع وأشعر بالرضى أنني  فنانة حقيقية، تركت أثراً إيجابياً لنفسها ولوطنها وللأجيال المهتمة بالفن بعدها لأنني أدرك وأؤكد أن الفن رسالة، والفنان الحقيقي لا يقف عند حد معين، أو يتخلى عن شيء يحبّه. وإن شاء الله سأستمر بهذا المجال.
وبالنهاية أتوجه بالشكر لجريدة الوحدة على اهتمامها بكل الفعاليات الثقافية وتشجيع المواهب، وأوّجه رسالة لكل الشباب المهتم بالرسم التشكيلي، أن يكون حريصاً على تغذية روح التفاؤل لديه بطرق مناسبة يختارها، وهو أكثر ما يلزمنا كجيل شابّ لنتجاوز كل المصاعب والضغوطات.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار