الوحدة – ندى سلوم
سلّط الباحث اللبناني الدكتور عبد الحليم زيدان، الضوء على تجربة المعماري العثماني “سنان” وأثره في العمارة الإسلامية، خلال محاضرة أقامها المركز الثقافي بالميدان في دمشق.
أكدّت المحاضرة التي حملت عنوان “أدرينالين الهمة واستحقاق القمة – نموذج شيخ البنائين المعمار سنان”، على تعزيز قيمة الإرادة والعزيمة في صناعة الإنجازات الكبرى، وأن استحقاق القمة لا يتحقق إلاّ عبر الهمة العالية والإصرار المستمر.
بدايةً، شرح الدكتور زيدان في محاضرته مفهوم “أدرينالين الهمة” بوصفه الطاقة الداخلية التي تدفع الإنسان لتجاوز التحديات، مستعرضاً نماذج من حياة المعمار سنان، الذي يلقب بـ”شيخ البنائين”، مبيناً كيف استطاع أن يحوّل الطموح إلى منجزات معمارية عظيمة ما زالت شاهدة على عبقريته حتى اليوم.
وفي السياق، ربط “زيدان” بين رحلة “سنان” الطويلة في الإعداد والبناء والإتقان، وبين ما أسماه بـ”رحلة العمر”، مؤكداً أن كل مرحلة من حياته كانت بمثابة قاعدة لانطلاقة جديدة نحو التألق، حيث لم يكتف بالبناء المادي، بل أرسى فلسفة في العمارة تجمع بين الجمال والوظيفة والروح.
هذا وقد عرض الدكتور زيدان جانباً من اختراعات وابتكارات سنان، مشيراً إلى السبق الذي حققه في تقنيات البناء وأسرار التصميم التي جعلت من أعماله أيقونات معمارية تتحدى عوامل الزمن، حيث استطاع أن يوازن بين الفخامة والوظيفة، وبين الأصالة والابتكار، ليؤسس نموذجاً معمارياً متكاملاً.
وفي الختام، دعا الدكتور زيدان الشباب إلى استلهام نماذج العظماء مثل المعمار سنان، ليكونوا بناة لمستقبل يليق بأحلامهم وطموحاتهم، مركزاً على العلاقة بين الإبداع والالتزام، وقدرة التاريخ على إلهامنا نماذج عملية تعزز ثقافة العمل والجدية في الحاضر، حيث أن الهمة هي قدرة إضافية على ضخ إمكانيات متعددة في مختلف المجالات.
تجدر الاشارة، أنّ الدكتور عبد الحليم زيدان خبير لبناني في التنمية البشرية ورئيس معهد التنمية الحضارية ومشرف تأسيس منصة ذخر لخدمات تطوير الصناعة الوقفية، عُرف بمحاضراته الفكرية والثقافية التي تربط بين الإرادة الفردية والنهوض الحضاري.
يُذكر أنّ المعماري سنان عاش بالقرن العاشر الهجري في أوج العصر الذهبي للعمارة العثمانية وكان رئيس المعماريين وأشهرهم خلال حكم السلاطين الأربعة: سليم الأول، سليمان الأول، سليم الثاني ومراد الثالث، ليس هذا فقط، بل إن العالم الألماني وأستاذ تاريخ العمارة في جامعة فيينا “كلوك” أشار إلى أن سنان يتفوق فنياً على “مايكل انجلو” صاحب أكبر اسم فني في الحضارة الأوروبية.