الوحدة- ريم ديب
في سبيل تحديث الموروث التراثي وإعلاء الذائقة الفنية وتوفير فرص عمل للشباب أصحاب المهارات، تستعد حرفة الزجاج الدمشقي المسجلة ضمن قوائم التراث اللامادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”، للدخول مرحلة جديدة تهدف إلى إحياء هذا التراث العريق وتطويره بروح معاصرة.
وللتعرف على هذه المرحلة الجديدة تحدثت الفنانة هدى حجار، المشرفة على مشروع إحياء حرفة الزجاج الدمشقي، في تصريح لسانا بأنها تعتمد على إدخال تقنية صهر الزجاج (Fused Glass) ما يمثل برأيها نقلة نوعية، منوهةً إلى أن صناعة الزجاج في البلاد كانت تاريخياً محصورة بتقنيات محددة مثل المينا والنفخ والزجاج المعشّق، بينما تُعد تقنية الصهر أسلوباً أحدث.
وبينت حجار أن مشروع إحياء حرفة الزجاج الدمشقي الذي يتم حالياً عبر شركة أرتي فيرتو، إحياء لمشروع سابق انطلق لأول مرة عام 2006، بعد تشكيل فريق عمل وتدريبه على التقنيات الحديثة، ونجح حينها في الوصول إلى الأسواق الخارجية قبل أن تتوقف الورشة خلال سنوات الحرب نتيجة هجرة معظم الحرفيين، ولفتت إلى أنها عادت هذا العام إلى دمشق لإعادة افتتاح المشروع بالشراكة مع مستثمر سوري بانطلاقة جديدة وأفكار معاصرة وبروح مستمدة من التراث السوري.
تحديث التراث وتأمين فرص عمل
وفي هذا السياق، أكدت حجار أن المشروع يعمل على محورين متلازمين: تحديث التراث عبر الابتكار بعيداً عن التكرار أو التقليد، وتحقيق التنمية البشرية من خلال استقطاب الشباب والصبايا ذوي المهارات العالية ممن يفتقدون لفرص العمل، وتدريبهم للوصول إلى منتجات فنية عالية الجودة.
قطع تجمع الهوية الشرقية والروح الغربية
إن تقنية الزجاج المصهور وفقاً لحجار تضم أكثر من 20 أسلوباً فنياً، بعضها يُكتشف خلال العمل وفق منهجية التعلّم بالممارسة، الأمر الذي يتيح تطوير تقنيات جديدة، وصياغة قطع تجمع بين الهوية الشرقية والروح الغربية بأسلوب حديث يناسب الفنادق والمطاعم والمشاريع الداخلية الراقية.
ويضمّ المشروع حالياً مجموعة واسعة من الأعمال الفنية تشمل تحفاً زجاجية، مرايا، قطع ديكور، وعناصر تصميم داخلي تعتمد على دمج التراث السوري.
وفي الختام، أكدت حجار أن الهدف النهائي هو إحياء تراث أمة، وخلق فرص عمل حقيقية، وتقديم قطع فنية لا تقلّد أحداً، فنحن في هذا المشروع نبتكر ولا نكرر.
يذكر أن منظمة اليونيسكو كانت قد أدرجت في كانون الأول سنة 2023 نفخ الزجاج التقليدي كعنصر تراثي جديد باسم سوريا على قائمة العناصر التي تحتاج إلى صون عاجل ضمن قوائم التراث الثقافي الإنساني.
