الوحدة – ماهر غانم
قدم المهندس موسى محمد ديب رسالة لنيل درجة الماجستير في الهندسة الزراعية، اختصاص اقتصاد زراعي، بإشراف الأستاذ الدكتور إبراهيم حمدان صقر، هدفت الدراسة إلى تحليل سلسلة القيمة لمحصول القمح في سوريا لموسم 2023-2024، والذي شهد تراجعاً ملحوظاً في المساحة المزروعة والإنتاج نتيجة للتقلبات المناخية والظروف الاقتصادية والاجتماعية، مما أدى إلى اتساع الفجوة الغذائية وزيادة الاعتماد على الاستيراد.
وقام م. ديب من خلال دراسته بتشخيص الوضع الراهن للمحصول، وتحديد الجهات الفاعلة في السلسلة مع توضيح أدوارها، وتحليل العوامل المؤثرة على إنتاجية القمح، معتمداً في دراسته على بيانات أولية جمعت من خلال استبيانات ومقابلات مع عينة من 367 مزارعاً في منطقة الغاب، بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسات حكومية وخاصة تجار جملة وتجزئة في مجال تجارة القمح وذلك على طول سلسلة القيمة، كما اعتمدت على بيانات ثانوية من مصادر رسمية محلية ودولية، واستخدمت أساليب إحصائية وصفية وكمية شملت الانحدار المتعدد وبعض المؤشرات الاقتصادية، إضافة إلى قياس القيمة المضافة والهوامش التسويقية، وإجراء التحليل الرباعي (SWOT) لتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات على طول السلسلة.
وأوضح م. ديب أن نتائج الدراسة أظهرت أن المزارع حقق قيمة مضافة سالبة نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض الإنتاجية على مستوى القطاع العام، تمثلت القيمة المضافة بالدور الاجتماعي في تحقيق الأمن الغذائي نتيجة الدعم الحكومي للأسعار، أما على مستوى القطاع الخاص فقد حققت مخابز المعجنات أعلى قيمة مضافة بنسبة 67% من القيمة الإجمالية في السلسلة.
وبينت نتائج الهوامش التسويقية أن مرحلة المعالجة والتسويق تستحوذ على النصيب الأكبر من سعر المستهلك، كما أظهر تحليل الانحدار المتعدد أن إنتاجية القمح تتأثر بعدة عوامل أهمها كمية البذار وعدد مرات الري والمكافحة، في حين لم يظهر تأثير معنوي لبعض المتغيرات مثل كمية الأسمدة، مما يعكس محدودية التباين أو ارتباط فعاليتها بعوامل أخرى.
أوضح تحليل (SWOT) أن أهم نقاط القوة تكمن في وجود الدعم الحكومي في مختلف مراحل السلسلة، في حين أن أبرز نقاط الضعف تتمثل في قلة توفر مدخلات الإنتاج وارتفاع تكاليفها في كافة المراحل، أما الفرص فتتمثل في الطلب المرتفع على منتجات القمح والتنوع الكبير في استهلاكه، بينما تتركز التهديدات في التغيرات المناخية وتقلبات الأسعار وضعف القدرة الشرائية.
وخلصت الدراسة كما بيّن م. ديب إلى ضرورة تبني استراتيجية وطنية متكاملة لتطوير سلسلة القيمة للقمح في سورية، وذلك من خلال تشجيع الاستثمار الزراعي وزيادة الدعم وتحسين كفاءة الإنتاج وتطوير البنية التحتية التسويقية، وكذلك تعزيز دور الصناعات التحويلية، مما يسهم في رفع القيمة المضافة وتحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
