حكايــــات بلــــــــون العشيـّات

العدد: 9417

الثلاثاء :3-9-2019

 

في مثل هذا اليوم مات حسن المحمد، وكان الزمن شتاء، والأمكنة باردة وأشجار القرية عارية تصفر فيها الريح والأرض موحلة، ووجوه الفلاحين مكسورة بالبرد.. باردٌ هو الموت يا حسن المحمد.
***
شمال الأمكنة، شمال الجهات طيّرتنا الريح بعيداً، وكنا قبل أن نفترق، قبل أن تطيّرنا الريح بعيداً، وقبل أن نغادر قريتنا (بيت علان) وقبل أن تموت قابلتُها الوحيدة (أم علي مارية) كنا نسألها: متى ولدنا؟
– أنت في السنة العسيرة، وأنت في سنة الجوع، وأنت يوم مات (الآغا) وأنت يوم صار ابن (الآغا) آغا.
***
يسكنون بيت المطر، في حقول عيونهم بساتين من الأغنيات، هناك يستوقفون عربات الهواء ويرحلون، يرحلون تحت خريف المطر، إلى خريف الغياب.
***
يبتهلون للريح، وتجيء الريح، تحمل أصوات مواقدهم خلف أفق البحار،
يهللون للشواطئ، وتجيء الشواطئ، على سارية الموج تخفق رايات أرواحهم.
يغنون للينابيع، وتتفجر ينابيع قلوبهم، تتلألأ كالنجوم.

بديع صقور

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار