الوحدة- ندى كمال سلوم
أقام كورال غاردينيا حفلاً موسيقياً على مسرح الدراما في دار الأوبرا بدمشق، قدّم خلاله عملاً موسيقياً جماعياً ضمّ متتاليةً بعشر مقطوعات من نفس المقام بعنوان “طقوس سورية”.
تدور فكرة العمل الأساسية حول الحياة والموت والصراع بينهما، والتي حولتها المؤلفة الموسيقية وقائدة الكورال ”سفانة بقلة” من الشعور الوجداني لهذه الفكرة، إلى متتالية موسيقية أخذت طابع الألم والتراجيديا.
“بقلة” التي كتبت نص “طقوس سورية” العام الفائت قبل سقوط النظام البائد، عبّرت عن سعادتها بإعادة عرضه بعد التحرير، وهي التي شاركت بالثورة واعتُقلت مرتان على يد قوات نظام الأسد على خلفية موقفها.
بدايةً، أدّى الكورال فقرة غنائية بدون موسيقا، وهي عبارة عن قطعة مهداة إلى الروائي خالد خليفة بعنوان “إلى خالد” تضمنت كلماتها المقتبسة من روايته الأخيرة: سمك ميت يتنفس قشور الليمون، معاني كيف يمكن للإنسان أن يحيا وهو ميت شعورياً.
هذا وقد تنوّعت مقطوعات المتتالية بين اللغتين العربية والسريانية وهي بالترتيب “روحي تطوف” وتعني بالسريانية “روحي كطيفو”، و “أهو الحب” و تعني ”هاثه يو إي حوبو”، ثم “يا صديقي” و بالسريانية ” أوه حاوريدي”، و”في قاع البئر أنا” ويقابلها بالسريانية” بي يارعو دو بيرو”، و “أفتح صدري” وتعني “كفتحونو صدري”، و “أنتَ قدسُ الأقداس” وبالسرياني “هات قدوش قُدشين”، و”سيأتي يوم” ومعناها في السريانية “غدّوثه يومو”.
وفي السياق، أعربت المؤلفة الموسيقية وقائد الكورال “سفانة بقلة” عن الجهد الذي بذلته أثناء كتابة النص وترجمته من العربية إلى السريانية الحية المتداولة، وتحويله إلى مقطوعات موسيقية يشعر المستمع خلالها بالتقارب الحقيقي والكبير بين هاتين اللغتين.
وحول الموضوع ذاته، أشارت “بقلة” إلى أنها قصدت بعنوان القطعة الثالثة ” أهو الحب” وطننا سوريا الذي نعشقه و هو مجروح وعندما يتعافى، مؤكدةً أهمية إقامة هذه الفعاليات لأن الموسيقا جزء لا يتجزأ من هوية الإنسان السوري، وخاصة أننا نملك إرثاً موسيقياً عريقاً وغنياً، وهي الأداة التي تعبّر أكثر من أي شي آخر عن مكنونات الإنسان، وهي حاجة وليست رفاهية.
وقد حظيت هذه الأمسية التي تجمع بين لغتين على إعجاب الحضور، الذين عبّروا عن سعادتهم بعودة النشاط إلى دار الأوبرا، والتي من شأنها إحياء الحس الفني والرابط الاجتماعي والفكري بين أبناء الشعب السوري بمختلف مكوناته.

