مزج بين الواقعية والتجريد بروح أوغاريتية في معرض التشكيلي بولس سركو بهيشون

الوحدة- ريم جبيلي
شهدت صالة هيشون للفنون افتتاح معرض جديد للفنان التشكيلي بولس سركو، الذي قدّم من خلاله تجربته الفنية الخاصة التي تحمل أسلوبه المتفرّد الذي بات يشكل بصمته الخاصة في الساحة التشكيلية السورية.
المعرض، الذي يستمر لأسبوع كامل، جاء ليُغني الحركة التشكيلية في اللاذقية ويعيد الحيوية إلى المشهد الفني، عبر أعمال تجمع بين أصالة الماضي وحيوية التجريب الفني المعاصر.
بدايةً، أوضح الفنان التشكيلي بولس سركو أن هذا المعرض يمثّل خلاصة تجاربه الفنية، إذ استطاع أن يدمج بين الواقعية والتجريد بطريقة مرنة وعفوية، ليأخذ من كل مدرسة إيجابياتها، مشيراً إلى أن بعض الفنانين -ومنهم الفنانة الراحلة ليلى نصير- كانوا معترضين على هذا الدمج، لكنه أصرّ على استكمال تجربته حتى وصل إلى هذه المرحلة التي يرى فيها أن الواقعية ارتقت إلى ما فوق الواقعية، فيما فقد التجريد عبثيته من خلال امتزاجه بالواقعية.
وعن استخدامه للألوان، أكد الفنان سركو أنه ركّز على الألوان الترابية إلى جانب الأزرق، في مقابل الألوان الحارة كالبرتقالي والأحمر المستوحى من ابتكارات الأوغاريتيين وتأثرهم بالقواقع البحرية، موضحاً أن العلاقة بين الألوان في أعماله تجسّد تناقضاً إيجابياً شبيهاً بعلاقة الليل بالنهار.
كما نوّه التشكيلي سركو إلى تجربته في الولايات المتحدة الأميركية، حيث عرض نماذج من أعماله في ثلاثة معارض بلوس أنجلوس، وحظي بتفاعل كبير من الجمهور الأميركي رغم بُعد الثقافة الأوغاريتية عنهم، ما يؤكد أن الفن لغة عالمية قادرة على مدّ الجسور بين الشعوب.
أما الفنان التشكيلي فريد رسلان، فرأى أن المعرض يمثل تجديداً في أسلوب الفنان سركو، إذ انتقل من الواقعية والرومانسية إلى فضاءات أكثر تجريدية، معتمداً على فكرة الجرار الأوغاريتية كأساس بصري يُجري عليها التحليل والتركيب، مضيفاً أن سركو قدّم تنوعاً في التكوينات وانسجاماً لافتاً في الألوان، مما يعكس بحثه المستمر عن تقنيات وأساليب جديدة، وهو ما يشكّل إضافة إيجابية للحراك التشكيلي في سوريا.
بدوره، الفنان التشكيلي سموقان اعتبر المعرض بمثابة قفزة نوعية في أسلوب سركو، مشيراً إلى أن زيارته للولايات المتحدة ومتاحفها الفنية الكبرى أثرت على تجربته الفنية، حيث ظهرت لمسات جديدة في أعماله تحمل الطابع التجريدي مع حفاظه على عناصره المفضلة مثل الجرار الأوغاريتية والألوان الترابية والحيادية.
وعبّر سموقان عن أمله بأن تسهم مثل هذه الفعاليات في عودة النشاط الفني إلى سابق عهده بعد أن تعافت سوريا.
من جانبها، الفنانة التشكيلية رانيا ريحاوي وصفت المعرض بأنه “تجربة متميزة لفنان غني عن التعريف، يمتلك أسلوبه الخاص وحضوره الفاعل”، مؤكدة أن مثل هذه المعارض تشكّل فرصة مهمة للقاء الفنانين ومناقشة الأعمال الفنية، خاصة في هذه المرحلة التي تحتاج فيها الحركة التشكيلية إلى مزيد من الأنشطة الداعمة.
ويأتي هذا المعرض ليضيف زخماً جديداً للحركة التشكيلية السورية، وليعكس إصرار الفنان بولس سركو على مواصلة البحث والتجريب، مقدماً أعمالاً تحمل روحاً أوغاريتية أصيلة بروح معاصرة، في مزيج فني يجمع بين عبق التاريخ وجرأة الحداثة.

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار