بطاقــــات العيــــــد..

العـــــدد 9416

الإثنـــــين 2 أيلـــــول 2019

 

صدق التاريخ عندما قال (لا ينهزم وطن مقاوم) . . لا تسأل لماذا عبر الغزاة إلى أرضنا، ولكن اسأل (كيف رحلوا مهزومين) وكيف صمدت الأمة على مدى تاريخها، وأكدت بقاءها الثقافي، وهو ما يشكل اليوم وهج تاريخنا النضالي، والأهم كيف قرأنا التجربة لنزرع اليوم صمودنا ووجودنا برصاص البنادق وبدماء الشهداء، ونكتب أغنياتنا بحبر الشجاعة، ونستنبت في حدائق الأمل أغنيات أطفالنا ليبتسم الأفق، راسماً بداية فجر جديد.
***
في ذكرى عيد المقاومة الثالث عشر، لم تعد عيون الناس تنظر إلى الأسفل مهزومة، كل العيون باتت ترنو إلى الأفق المتوهج كرامة وهي ترقب كيف امتزجت أفراح وأحلام وحكايات الانتصار في سورية واليمن والعراق مع حكايات وأحداث ذكرى انتصار المقاومة على إسرائيل في عام 2006.
***
من قلب ساحات القتال، أرسلوا إلى أمهاتهم بطاقات العيد، لم تكن مجرد بطاقات عادية، أو همسات عاشقين لحبيباتهم، أو قطعة حلوى يتسابق الأولاد إليها . . بطاقة العيد في هذا العام حكاية انتصار تروي كيف سطّر المقاومون في كل مكان من سورية بأيدٍ قوية، وببنادق قوية وبأقلام قوية وبالدم حكايات انتصار يتسع اليوم أكثر من أي وقت مضى في إدلب وحماة وفي كل مكان، وأكثر من ذلك، ثمة انتصار يتسع على امتداد الأمة ليمزق خيوط صفقة القرن التي تبنيها أمريكا وإسرائيل لتهديم قضية أمة في أرضها وتاريخها وثقافتها ووجودها وتلاحمها..في بلادنا . . لم يعد متسع لأحلام الغزاة والسفلة من إخوان ووهابيين وعثمانيين جدد.
***
أيها الرجال الملثمون بالرجولة والشجاعة، أيها الأنقياء كماء النبع في كل مساحات الوطن الدمشقي العروبي، إن جسد الأرض يفوح برائحة دمكم الطهور كما قال السيد حسن نصر الله، ونؤكد أن زمن الهزائم انتهى، وبدأ زمن الانتصارات، وسقطت أحلام إسرائيل وأمريكا والرجعية العربية على أسوار المقاومة التي سطع فجرها واتسع أفقها، وبات الأرض العربية من أولها إلى آخرها حديقة مقاومة تتفتح فيها ثقافة المقاومة وروداً بعد عقود طويلة من الاستسلام والشعور بالضعف والهزيمة.

سليم عبود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار