رهبة العودة إلى المدرسة.. قراءة في جذور المشكلة

الوحدة – د. رفيف هلال
مع بداية كل عام دراسي جديد، يجد بعض الأطفال أنفسهم في مواجهة شعور غامض يتراوح ما بين القلق والخوف من المدرسة، لدرجة قد تدفعهم إلى البكاء، ادعاء المرض، أو حتى رفض مغادرة المنزل. هذه الظاهرة التي تُعرف برهاب المدرسة لا تعكس بالضرورة كراهية الطفل للتعلم أو النفور من أجواء الصف، وإنما ترتبط غالباً بعوامل نفسية وأسرية واجتماعية متشابكة.
ترى المرشدة رنيم أن التنشئة الأسرية تلعب دوراً محورياً في تكوين صورة المدرسة في ذهن الطفل، فحين تستخدم الأم أو الأب المدرسة كوسيلة للتهديد أو العقاب كأن يقال للطفل: “سأرسلك للمدرسة إذا أخطأت”، يترسخ لدى الصغير تصور سلبي بأن المدرسة مكان لفقدان الأمان، هذا التصور ينعكس لاحقاً في رفضه الذهاب إليها، حتى وإن لم يختبر بعد أجواءها الحقيقية، من هنا، توصي رنيم بضرورة غرس فكرة إيجابية عن المدرسة منذ السنوات الأولى، باعتبارها بيئة للتعلم والصداقات، لا مكاناً للعقاب.
أما المرشدة سارة فترى أن العوامل العائلية لا تقل تأثيراً عن التنشئة المباشرة، فالطفل الذي يعيش في منزل يزدحم بالمشاجرات أو التوتر المستمر قد يخشى ترك والديه، ظناً منه أنه بمغادرته قد يحدث مكروه لأحدهما، كذلك قد يتولد رهاب المدرسة من شعور الغيرة تجاه مولود جديد في العائلة، حيث يعتقد الطفل أن ذهابه للمدرسة يترك المجال أمام أخيه الأصغر للاستحواذ على اهتمام والديه، وتؤكد سارة أن معالجة هذه المخاوف تبدأ من تعزيز إحساس الطفل بالحب والأمان داخل بيته.
من جانبها، تشير المرشدة خلود إلى أن البيئة المدرسية ذاتها قد تكون سبباً مباشراً في خوف الطفل، فالتعرض لمعاملة قاسية من المعلمة أو التنمّر من بعض الزملاء قد يترك ندوباً نفسية تعيق تقبل المدرسة، كما أن ما يتلقاه الطفل من برامج إعلامية يؤدي أحياناً إلى إعطاء صورة سلبية عن المدرسة، فيتخيلها مكاناً يقيّد حريته ويُفقده اللعب، لذلك ترى خلود أن مسؤولية المدرسة لا تقل عن الأسرة، إذ عليها أن تحتضن التلميذ بحنان وصبر، وتبني صورة مشجعة على التعلم.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار