الوحدة _ يارا السكري
أكد الرئيس أحمد الشرع أن سوريا لم تعد معزولة عن العالم فقد أعادت وصل ما انقطع وأثبتت أنها قادرة على تقديم الكثير، وعادت سوريا إلى مكانتها التاريخية الفاعلة بين الأمم، مضيفاً أنه “كما نصرنا الله على أبشع نظام عرفه التاريخ الحديث فإننا قادرون بإذن الله على بناء بلدنا من جديد”، لافتاً إلى ضرورة العمل والكدح والصبر وتقديم المستطاع لهذه الغاية، حيث أن”اليوم فرصتنا عظيمة للم شملنا، وإن قوتنا تكمن في وحداتنا، وإن الوحدة رحمة والفرقة عذاب”.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس الشرع في مشاركته بفعاليات حملة “الوفاء لإدلب”، والتي أكد فيه أنه اختار إدلب اليوم ليخاطب أهل سوريا عرفاناً لها، “فقد كانت هي الأم التي فاء إليها أبناؤها، وتحولت إلى سوريا مصغرة حين عزّت الأرض وضاقت عليها بما رحبت، فانحاز إليها الناس وشاركوا جميعاً في هذا الإنجاز التاريخي”، مشيراً إلى أن “اليوم يوم الوفاء لأمّنا، لإدلب العزّ، العزيزة بأبنائها وبمن احتضنت من كافة المحافظات السورية، فإنه في كل زاوية ذكرى وتاريخ، فدينها في عنق سوريا كبير، واليوم أدعوكم لتوفّوها جزءاً من حقها لإعادة بنائها وتمكين النازحين من العودة إلى بيوتهم وهدم آخر خيمة فيها”.
وقال الرئيس الرئيس الشرع: “كنت أحضر خطاباً بعد عودتنا من الجمعية العمومية للأمم المتحدة لأضعكم بصورة ما حصل معنا فآثرت أن يكون الخطاب من هنا من إدلب وفاء لها، أهل إدلب صدقتم وصدقكم الله بكم استعادت سوريا شموخها وعزتها”.
وأضاف الرئيس الشرع: “أيها الشعب العظيم أبطال الحكاية السورية، نعم أنتم أبطالها وأنتم أهلها وأصحاب قضيتها، أنتم من ضحى وعانى وشُرد وقتل وعُذب، بدماء شهدائكم وصرخات أطفالكم وحزن أيتامكم ودموع ثكلاكم، بصبركم وثباتكم وشكركم إلى الله، صدقتم الله فصدقكم الله”.
وتابع الرئيس الشرع: “بكم جميعاً رفعت سوريا رأسها عالياً بين الأمم واستعادت كرامتها وعزتها، إنكم بصنيعكم هذا قد أصبتم العالم بالدهشة والذهول، لقد التقيت بعظماء العالم وكبار ساسته فرأيت إجلالاً واحتراماً وتقديراً لعظيم ما فعلتم، لقد دخلتم التاريخ من أوسع أبوابه وبنيتم اليوم رمزاً للتضحية والصمود ومنارة للعزة والإباء تقتدي بها الأجيال بعدكم، وجسدتم عملياً فصلاً من ملحمة سرمدية بين الحق والباطل، كل ذلك أعانني بعد الله أن أنقل صورتكم إلى العالم أجمع، وأنقل معها آلامكم وآمالكم مع الحفاظ على كرامتكم وعزتكم”.
وأشار الرئيس الشرع إلى المساعي للبحث مع كل دولة تم الاجتماع معها على نقاط التقاء المصالح وربطها بما يصب في صالح سوريا، لافتاً إلى ما لمسه من جميع الدول وبعيداً عن لغة المصالح حباً صادقاً وأمنيات حية بأن تزدهر سوريا وتنمو وتستعيد عافيتها، إلى جانب إجماع هذه الدول على وحدة سوريا واستقرارها ورفض دعوات التقسيم.
كما أوضح الرئيس الشرع أن هذا التفاعل الإيجابي يضع الجميع أمام مسؤوليات عظيمة واستحقاقات لا بدّ منها، فسوريا تحتاج جميع أبنائها لإعادة بنائها، مشدداً على أن وحدة الشعب السوري واجب لا مفرّ منه وهو أساس لإعادة بناء سوريا الجديدة التي يشارك فيها أبناؤها جميعاً دون تفرقة.
واختتم الرئيس الشرع كلمته بضرورة تضافر الجهود والاستفادة من حالة التفاعل العالمي مع قضية الشعب السوري، مشيراً إلى أن رفع العقوبات ليس غاية بحدّ ذاته، بل وسيلة لخدمة الشعب وجذب الاستثمارات، إضافة إلى تحسين الاقتصاد وتطوير البنية التحتية وخلق فرص عمل لإعادة بناء البلد من الداخل.