الوحدة : 4-3-2025
شهر رمضان المبارك أتانا حاملاً معه الخير والبركات، شهر الله يدعونا فيه إلى الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان، وما أحوجنا لذلك الآن ما أحوجنا للرحمة تملأ قلوبنا وللغفران، لرائحة البخور تمتزج مع صلاة الأمهات. نحن الآن نجتاز مرحلة حرجة من تاريخنا، فلينظر كل واحد منا إلى نفسه على أنه الربان والمسؤول عن حياة من حوله ومعه، فلا تغضب ولاتكن فريسة سهلة لطامع أو لجبان، الآن علينا أن نترك خلافاتنا وسوداويتنا ونتحلى بالصبر والأمل، فيكون واحدنا سنداً للآخر وعوناً له، ولنتريث فلا نستمع لكل الأفواه والأبواق فبعضها ملوث غايته تعزيز الفرقة والدمار، فكما نعلم هناك في كل أزمة مستفيدون يرقصون على أوجاع الشعب ويتغنون بآلامه ومعاناته. أعزائي ..أبناء بلادي سورية الحبيبة… سوريتنا الآن في فترة نقاهة من علّة أصابتها، ولكي تتعافى علينا أن ندعمها بالكفاءات العلمية والقيم الأخلاقية، علينا أن نعزز وحدتنا ومحبتنا لبعضنا ونتعاون معاً لننهض بهذا الجسد المكلوم. لايهمني من أين أنت، ما هو لونك، من هي مرجعيتك الدينية، لايهمني لأي فئة تنتمي، مايهمني ويعنينا جميعاً في هذه المرحلة هو مقدار فاعليتك وأخلاقياتك الحسنة، مايهمني هو كيف يمكننا أن نتعاون لنبني هذا الوطن المهدم، لايعنيني دينك فذلك أمر بينك وبين الله، بل يعنيني إيمانك الحقيقي بأرضك ووطنك. شهر الرحمة والإيمان، شهر القرآن…. أنصتوا فيه لأصوات قلوبكم وأنا على يقين بأن ليس فيها غير صوت سورية الجريحة تنادي أبناءها المخلصين كي يسارعوا في التئام جراحها. أيها المواطن السوري الذي عانيت ماعانيت وصبرت أربعة عشر عاماً لتعيش أحلاماً مؤجلة….تريث في ردود أفعالك.
منتصر الشيباني