الوحدة : 4-3-2025
تحتفي سورية كغيرها من الدول العربية والإسلامية بعادات وتقاليد تراثية عريقة، خاصة بطقوس شهر رمضان المبارك، وأبرزها سكبة رمضان، والمعروفة (بسكبة الجار). وهي تقليد تراثي متوارث، منذ القدم عن الآباء والأجداد، و يحرص أغلب السوريين على مواصلة طقوسه الجميلة، رغم ضيق أحوالهم المعيشية اليومية. وهذه السكبة، عبارة عن تقاسم لجزء يسير من طعامهم اليومي على مائدة الإفطار، خلال الشهر الفضيل، يتشاركون فيها مع جيرانهم في البيوت المجاورة لسكنهم، سواء لسكان طوابق بناياتهم، أوحيهم السكني مدينةً وريفاً، على الرغم من بساطة بعض تلك المأكولات غالباً، والتي تشتمل أيضاً على بعض الحلوى والفاكهة أحياناً. وهي تقوم على فكرة تحضيرها وطبخها بمحبة نابعة من القلب، وتشكل بموائدها نوعاً من التكافل الاجتماعي بين الأسر السورية، وتهدف إلى تعزيز أواصر المحبة والإخوة والألفة فيما بينهم. وبذلك، تعمر المائدة الرمضانية للسوريين بخاصة في الظروف الراهنة بأنواع بسيطة مختلفة من المأكولات الشهية، والقليل من الفاكهة والتمور، والتي تدخل البهجة والسرور إلى قلوب الكثيرين من الأهل والأقارب والجوار من عموم أفراد الأُسر السورية، ولاسيما الذين لا قدرة لهم على شراء بعض مواد مكوناتها، نتيجةً لانخفاض الأجور والرواتب الشهرية للشريحة الاجتماعية الواسعة منهم، وبالتحديد فئة ذوي الدخل المحدود، فضلاً عن تسريح العديد منهم من أعمالهم، والذين أصبحوا بلا عمل، عداك عن أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل، الذين لا يوجد أي مصدر دخل لهم و لعائلاتهم، رغم بحثهم المضني عن فرصة عمل، توفر لهم لقمة عيشهم اليومية. ناهيك عن تزايد نسب ظاهرة البطالة، التي هي آفة اجتماعية خطيرة، لما تشكله من أعباء ثقيلة على عملية تنمية المجتمع وتطوره. أهلاً بك، يا رمضان الخير والبركة والمحبة.. ونأمل دوماً أن يفيض خيره وبركته على عموم العباد والبلاد في كل الظروف والأحوال والأوقات.
الحسن سلطانة