الوحدة:2-3-2025
تشكو الكثيرات من الأمهات من أن أطفالهن يضعون أصابعهم في أفواههم بصورة دائمة. الأمر الذي يدفعهم للقلق والتوتر، وتخشى منهن الواحدة على أسنان طفلها وإصبعه، وتخجل من منظر الطفل، خاصة إذا كان كبيراً عندما يذهب معها في زيارات عائلية، وتعليق صديقاتها عليه باعتبار أنها عادة سيئة. وفي الواقع عندما يكون الطفل صغيراً، ويبدأ بتحريك ذراعيه ويديه ويستكشف بهما ما يدور حوله فإن يده تصل إلى فمه، وفي الشهور الأولى من حياته، وكرد فعل انعكاسي، فإن أي شيء يصل فمه يبدأ بمصه.
وقد نرى طفلاً يتغذى وينمو جيداً لكنه لا يرضع كفايته لأن أمه تستعمل الملعقة والكوب في تغذيته، ولا تستعمل الرضاعة إلا قليلاً، فهذا الطفل صحيح أنه يشبع جوعه لكنه لا يشبع غريزة الامتصاص بدرجة كافية، والعلاج اعتماد البطء في عملية الفطام، واستعمال الكوب والملعقة وإطالة فترة الرضاعة.
حول هذا الموضوع التقت “الوحدة” السيدة ليلى كنيفاتي /إجازة في علم الاجتماع/ التي حدثتنا مشكورة بالآتي: عادة مص الطفل لإصبعه ( إذا تجاوز العام من عمره) نعالجها بإعطائه لعبة يلهو بها، أو إذا كان كبيراً نقص عليه قصة طريفة. وسوف نجد أن مثل هذا الطفل لا يمص إصبعه إلا إذا كان قلقاً أو قليل الثقة بنفسه، ومركزه في أسرته.
إن إظهار الحب والحنان له وإشباعه من الناحية العاطفية هو الأمر الكفيل بأن يؤدي إلى إقلاعه عن هذه العادة، وإذا اعتبرت الأم أن مص الإصبع هو معركة حادة بينها وبين الطفل فإنها ترتكب خطأً كبيراً، حيث يكتشف الطفل أن مجرد مصه إصبعه كفيل بأن يجلب اهتمام الأم به، وبذلك يتمسك بهذه العادة ولا يتركها.
أما طريقة العقاب أو ربط الإصبع والذراع كي لا يضع الطفل إصبعه في فمه، فليس لها فائدة كبيرة، بل تؤدي إلى الضغط النفسي على الطفل، وإن اضطرابات نفسية قد لا يظهر مداها إلا متأخراً.
أتمنى من الأم أن تقدم لطفلها كل الحب والحنان وتجعل علاقتها مع طفلها علاقة حب وثقة وتفاهم، وفي هذه الحالة سوف يقلع الطفل عن هذه العادة إذا شعر بالحب والأمان.
أخيرا تؤكد الدراسات أن مص الأصابع لا يؤثر على شكل أسنان الطفل ولا يشوه منظرها، حتى وإن كان هناك تشوه بسيط فهو مؤقت، لأن الأسنان الموجودة في هذه السن هي أسنان لبنية (حليب) لا يلبث الطفل أن يخلعها ويبدلها بأسنان دائمة بعد السادسة من عمره، وهذا يعني أنه لا خوف نهائياً على الأسنان الدائمة.
رفيده يونس أحمد