الوحدة 10-7-2024
لاشيء يطفىء غربة الروح في زمن الضجيح أكثر من تصفحِ كتابٍ يجعلُ الحروفَ تتناثر فوق صدر الورق حباتٍ من كرزٍ صيفي جميل.
هناك عند التخوم المضيئة للذاكرة.. يورق الزمن من جديد، ويصير للغة بوح آخر وألوان طيف هي أقرب للنجوى.
رغم أننا في حضرة (جيلٍ لايقرأ) وثقافة الكترونية زائفة، نجد أنفسنا بين حينٍ وآخر مشدودين إلى ذلك الركن الهادىء في مكتبةٍ منسية، حيث تقبع عشرات الكتب القديمة والصديقة.
نمدّ يدنا كي نقطف منها زهر اللوز، وكرة فرح ودفء بحجم الشمس.
ربما تشعر أنك تقرأ (لغز عشتار) للمرة الأولى رغم عشرات القراءات السابقة.
وأن رواية (الشمس في يوم غائم) للأديب الكبير حنا مينه تعنينا جميعاً.
وأن وليم فوكنر حيث بدأ روايته الرائعة (وأنا أحتضر) بعبارةٍ بسيطة قائلاً – وفرت البيض وصنعت العجة – كان يتحدث عن فقراء العالم دون تمييز.
وأن رائعة ماركيز (الحب في زمن الكوليرا) هي أشبه بلؤلؤة نادرة في قاع محيطٍ حزين.
وأن الكثير من الروايات والأعمال الخالدة هي حقاّ غذاءُ الروح وحلمُ العمر المشتهى..
منى كامل الأطرش