الوحدة:30-6-2024
اليوم وقفت أمام مرآتي، كنت في غاية الشباب واللطف والجمال، فشعرت بالغباء لمجرد التفكير بالكتابة إليك أو عنك، كيف لامرأة إيجابية أن تفكر في شخص سلبي إلى هذا الحد…؟
لمحت ظلك الثقيل يتكسر على مرآة ذاتي، أو ربما ذاتك… تذكرت كلام جدتي الذي ينطبق عليك: (هذا أبو هرموش، وكلام الحب ما بيفهموش).
مذ دخلتَ عالم الآداب وغرقتَ في الأغلاط المعجمية والاختلاطات المفاهيمية، صَعُبَ عليك تحديد فهم دلالي واضح لمصطلح الكهولة، فغدوت عجوزاً أحمقاً مذ تجاوزت الأربعين.. بل ربما في سن أصغر متجاهلاً تطور العلوم والوعي الصحي، والسعي إلى إطالة عمر الشباب، لكنك خلعت على فكرك وقلبك ثوب الكهولة، وأسرفت في سمك نظارتك لتزيد من غشاوة روحك.
زاد من سلبيتك تأطيرك لذاتك تحت مسمى المواطن الصالح الذي (يسير الحيط الحيط ويقول يارب السترة…).
عزيزي… أخبرني، كيف لك أيها الصالح أن تواكب هذه الحداثة كلها بفكرك الضيق، وكيف ستتعامل مع رفع الدعم، وأنت بالكاد تعرف كيف تكتب منشوراً فيسوكياً كل سنة، وبرأيك هل ستستوعب المصارف هذا العدد الضخم من الحسابات، ونحن نعيش من دون كهرباء، ونمتلك أسوأ صرافات آلية على مستوى العالم وأسوأ شبكة نت، وأسوأ شبكة ماء.. وهاتف… وقلب… وقدرة على التحمل؟
نحن الذين ننتظر السرافيس ونركبها مرغمين، وتزكم أنوفنا روائح العرق المبارك بالسعي الذليل لتأمين لقمة العيش ممن لايملكون ثمن مزيلٍ للروائح أو للذلة، ولا يعرفون التعامل مع برنامج الكاش، فكيف سيتعاملون مع ضغوط رفع الدعم كله؟
ياصاحب الظل الثقيل…
هل ستمارس حقك الانتخابي عن قناعة أم ستنجرف وراء السائد والمحاباة والمغالاة…؟
أتعرف…أتمنى أن أراك متحرراً من صورتك النمطية قريباً، أكثر انطلاقاً بما يتناسب مع ساع للخير وباحث عن المعرفة، متخلياً عن دبلوماسيتك الساذجة، وحياديتك المفرطة، وكهولتك الرعناء.
عزيزي…
ياأبيض…. يا أسود… لكن مش رمادي.
نور نديم عمران